كيف استطاعت السلطة ان تحصر عدد العائلات اللبنانية المستفيدة من ” البطاقة التمويلية” ؟؟ وهي ليس لديها أرقاما ثابتة ونهائية واكيدة بعدد العائلات الأكثر فقرا واحتياجا!!
كيف استطاعت ان تحصر عدد العائلات المستفيدة من البطاقة التمويلية ب ال ” 750″ ألف عائلة؟ وهل هذا الرقم حقيقي ام وهمي وتمويهي تمهيدا لبروباغندا انتخابية مشارفها أصبحت على الأبواب؟ وأيضا كيف لسلطة ان تقر “بطاقة تمويلية ” في حين ان وزارة الشؤون المعنية بهذا الموضوع بشكل مباشر ان تصرف أكثر من ” 300″ موظف! العجب كل العجب وما هي نوايا الخبيثة للمنظومة السياسية الحالية؟
على اية حال شركات الإحصاء تؤكد ان اعداد العائلات الفقيرة تفوق هذا العدد اضعافا مضاعفة. اذن كيف تم حصر هذا العدد؟ وما هي المعطيات التي استندوا اليها للتأكد من هذا الرقم هو صحيح ودقيق واكيد؟
المؤشرات، تشير الى اننا دخلنا وبسرعة من مرحلة سيناريوهات “شهر أيار” تمهيدا للدخول رسميا كما هو اكثر سوءا ومن هنا جاء اعلان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب عبر قناة الحرة الامريكية برفع الدعم والمضي “بالبطاقة التمويلية” ولكن هل وجدوا من يمولها ؟ ام ان التمويل سيكون من أموال المودعين المتبقية في مصرف لبنان.
البطاقة التمويلية تأتي لصالح المنظومات السياسية والحزبية
السؤال الذي قد يطرح نفسه هل البطاقة التمويلية تأتي لصالح المنظومات السياسية والحزبية للاستفادة والدعاية الانتخابية سواء في المستقبل الانتخابي القريب الذي بدأت تعد له معظم الكتل النيابية والحزبية، او حتى للوقت الحالي للتخفيف من الحملات التي بدأت تطال كل السياسيين بلا استثناء، فبعض المصادر ذكرت ان اوساطا مصرفية اشارت الى ان ما يحصل هو ممنهج بشكل دقيق من جهة بعض الكتل النيابية التي تسعى الى نقل ملف الدعم ليصار حصره في يدها ومن هنا تستطيع الضغط على جمهورها الذي سيطلب من الأحزاب المسيطرة على المجلس النيابي التدخل لتأمين البطاقة لا سيما ان رفع الدعم سيكون نهاية الشهر الحالي على ابعد تقدير، الامر الذي قد يدفع بالشارع الى ثورة جياع والى عصيان مدني ان لم يسارعوا بوضع خطة تمويل للعائلات التي تدنى اجرها او أصبحت بلا راتب، لان الدعم سيؤدي الى الارتفاع الجنوني للقطاعات كافة بلا استثناء وبالتالي هذا قد يشكل قوة ضغط على الكتل النيابية والحزبية التي قد يفلت الشارع من يدها، وبطبيعة الحال الامر ذاهبة نحو الأسوأ.
كل خطط الحكومة الحالية فاشلة واوصلت البلد نحو الهاوية سريعا
ان موضوع ترشيد الدعم الذي أقدمت عليه حكومة حسان دياب كان فاشلا ومسيسا بحيث استفاد التجار وبعض من هم في السلطة ومن هم مسيطرون على الواقع اللبناني من هذه الخطة الفاشلة عبر عمليات التهريب او التخزين للاستفادة منها على سعر اعلى وهذا ما سبب نزيفا كبيرا لاحتياط المصرف المركزي ونتائجه كانت سلبية ولكن السؤال يبقى كيف لهذه القوى السياسية التي افلست البلد ان تؤمن” بطاقة تمويلية ” وهي ما زالت تستنزف الشعب اللبناني اكثر فأكثر، وهل من ثقة في هذه الخطة لا سيما ان كل المشاريع التي قامت بها حكومة حسان دياب منذ توليها وحتى اللحظة كانت فاشلة في انتشال البلد من الوضع الاقتصادي المميت الذي وصلنا اليه وما زالت الخطط التي يقرونها تستفيد منها السلطة الحاكمة قبل المواطن.
الاستنسابية… وال 6 و6 المكرر
يتم الحديث عن الاستنسابية بتوزيع البطاقة في حال تم إقرارها لا سيما بتوزيع “البطاقة التمويلية” في حال تم إقرارها لا سيما على المتحزبين لتكون “بروباغندا” انتخابية في المستقبل بحيث ترفع من ارصدتهم، وعليه قد تلجأ بعض القوى السياسية الى تقسيم “البطاقة التمويلية” على قاعدة ال 6 وال 6 مكرر كي لا تستفيد طائفة على حساب أخرى… وتجدر الإشارة ان “حزب الله” لديه بطاقة “سجاد” التي يستفيد منها جمهوره، وبطبيعة الحال إذا اقرت “البطاقة التمويلية” فأيضا سيستفيد منها حزب الله.
انتفاضة جديدة…. اقوى من 17 تشرين
أسابيع قليلة ونحن بانتظار خطة دعم جديدة، ولكن هذه المرة ستكون بيد القوى السياسية والحزبية، فهل سيرضى الموطن اللبناني بالمزيد من الاستنزاف والسرقة والابتزاز من اجل الهاء اللبنانيين بتأمين لقمة عيشهم، هل سنكون امام انتفاضة اقوى من انتفاضة 17 تشرين؟
بقلم ندي عبدالرزاق