بعد وصول وفد من الكونغرس الأميركي إلى تايوان، أمس الأحد، اعتبر محللون وخبراء هذه الخطوة إنذاراً لاحتمال اندلاع حرب مدمرة بين الولايات المتحدة والصين.
فقد رأت دراسة جديدة نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، بعد أن قام بإجراء تجارب حربية لتخيل كيفية حدوث مثل هذا الصراع، احتمال اندلاع حرب بين القوتين، ورأى أيضا أن الولايات المتحدة وتايوان قادرتان على صد غزو صيني محتمل.
كما اعتبر أن تلك الخطة ستحمل خسائر فادحة على كلا الجانبين، وفقا لما توصل إليه تحليل المؤسسة الأميركية.
خسائر فادحة
وقال مارك كانسيان كبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لـ Insider، إن النبأ السار هو أنه في نهاية جميع السيناريوهات حتى الآن أن تستمر تايوان بالتمتع بالحكم الذاتي، مضيفاً أن الولايات المتحدة وتايوان ستكونان ناجحتين بشكل عام في إبعاد الجزيرة عن الاحتلال الصيني، وفق قوله.
إلا أنه لفت أن لهذه الخطو ثمنا باهظا، وهي خسائر في مئات الطائرات وحاملات الطائرات، ودمار رهيب للاقتصاد التايواني وكذلك للبحرية الصينية والقوات الجوية.
أكثر السيناريوهات تشاؤماً
وفي واحد من أكثر السيناريوهات تشاؤما، لفت إلى احتمال أن تفقد أميركا 900 مقاتلة وطائرة هجومية في غضون 4 أسابيع، أي ما يعادل نصف الطائرات القتالية للقوات الجوية والبحرية الأميركية.
وأشار إلى أنه رغم ذلك، قد تعاني الصين أكثر من هذه الحرب، وذلك لأن أسطولها مكشوف للغاية، حيث من المحتمل أن يفقدوا أكثر من 100 سفينة خلال غزو برمائي.
وفي تصميم لسيناريوهات الحرب المحتملة، لفتت الدراسة إلى أنها قد تبدأ عام 2026، حيث يمتلك كل طرف حينها فقط القدرات العسكرية التي أظهرها بالفعل في الحياة الواقعية.
وأجرى الفريق حتى الآن 18 فرضية من أصل 22، ويخطط لإصدار التقرير النهائي في ديسمبر.
إلى ذلك أوضح كانسيان أنهم لم يديروا السيناريو الأسوأ بعد، لكنه أشار إلى إحدى الفرضيات التي نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال”، والتي تضمنت عنصرين متشائمين، بأن الولايات المتحدة تشتت انتباهها بسبب أزمة أخرى في أماكن أخرى من العالم مثل أوكرانيا وتتأخر تايوان في الرد بسبب عمليات المعلومات والتخريب الصينية.
وقال إنهم يخططون لإجراء تجارب مع بعض الافتراضات الأكثر تشاؤما في المستقبل، بما في ذلك ضربات ضد الصين ودور اليابان.
زيارة فجّرت توترات
يذكر أن وفداً من الكونغرس الأميركي كان وصل إلى تايوان، الأحد، وفق ما أعلن مسؤولون، بعد أيام على إجراء الصين مناورات عسكرية في محيط الجزيرة، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي.
وجاءت زيارة الأحد غير المعلن عنها سابقا، بعدما أثارت بيلوسي حفيظة بكين عبر زيارة تايوان في وقت سابق هذا الشهر، ما دفع الصين إلى إجراء مناورات جوية وبحرية غير مسبوقة زادت من احتمال اندلاع نزاع.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، وتتعهّد باستعادتها وإن بالقوة. وبعد زيارة بيلوسي، أرسلت بكين على مدى أسبوع سفنا حربية وصواريخ وطائرات إلى المياه والأجواء المحيطة بالجزيرة.
وكانت بكين نددت بشدة بزيارة بيلوسي التي كانت أعلى مسؤول أميركي منتخب يزور تايوان منذ عقود.
واتّهمت تايوان الصين باستخدام الزيارة ذريعة لإطلاق مناورات تتيح لها التدرّب على الغزو.
يذكر أن زيارة بيلوسي هي أول زيارة يقوم بها رئيس مجلس النواب الأميركي إلى تايوان منذ عام 1997، مما يجعلها أعلى مسؤول أميركي يزور الجزيرة منذ 25 عاما.