الأنباء الكويتية – منصور شعبان
شدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت امس على ضرورة تجنب «جر» لبنان الى نزاع إقليمي، على وقع التصعيد عند الحدود مع إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال بوريل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب «من الضروري للغاية تجنب جر لبنان إلى نزاع إقليمي» مخاطبا في الوقت ذاته الإسرائيليين بالقول «لن يخرج أحد منتصرا من نزاع إقليمي».
وقال بوريل الذي التقى عددا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أعتقد أنه يمكن تجنب الحرب، ويجب تجنبها، ويمكن للديبلوماسية أن تسود للبحث عن حل أفضل»، مشددا على أنه «من الضروري تجنب تصعيد إقليمي في منطقة الشرق الأوسط».
والتقى بوريل مع بري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على قطاع غزة والمناطق اللبنانية الجنوبية.
واستمر اللقاء على مدى ساعة وعشر دقائق، حيث نوه بري بمشاركة دول الاتحاد الاوروبي في عداد قوات اليونيفل ودورها على مدى عقود كشاهدة على الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني وأهله كما تفعل اليوم.
وجدد بري التأكيد لبوريل على التزام لبنان بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة لاسيما القرار 1701، مؤكدا ان المدخل لتطبيقه يبدأ بوقف إسرائيل لعدوانها وانسحابها من كامل التراب اللبناني المحتل.
وعلى المستوى السياسي الداخلي، شدد بري على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن تداعيات الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل، كاشفا عن أنه على استعداد دائم للتعاون مع جهود اللجنة الخماسية لإنجاز هذا الاستحقاق.
كما زار بوريل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتم البحث في التعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والاتحاد الأوروبي في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والإصلاحات الإدارية. وخلال الاجتماع، شدد رئيس الحكومة على «وجوب حل ملف النازحين السوريين عبر دعمهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة».
وفي ملف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان، أكد رئيس الحكومة «أننا طلاب سلام لا دعاة حرب، ونتطلع الى تحقيق الاستقرار، ونقوم بالاتصالات اللازمة في هذا الصدد، لأن أي تفجير واسع النطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة الى تفجير شامل».
في غضون ذلك، إذا كان ما كتبه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الجمعة، عبر منصة «X» عن إغارة طائرة حربية «على مقر قيادة عملياتي لحزب الله في منطقة قرية بليدا جنوب لبنان»، صحيحا، يكون لبنان دخل مدارا جديدا من التصعيد العسكري باتجاه ما.
وبغض النظر عما يهدف إليه أدرعي فإنه تلا مباشرة توعد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بأن «الرد آت لا محالة»، في حديثه عن اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري ورفاقه وربطه بوقائع الميدان، ثم قوله ان لبنان «أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أراضيه المحتلة».
كلام السيد نصرالله استحوذ على اهتمام المشتغلين بالسياسة وغيرها، من أهل الفكر والصحافة والإعلام، لما له من أبعاد، حيث تبدت لهم منه آفاقا لمفاوضات مقبلة مع إسرائيل.