نضال العضايلة
قالت صحيفة صحيفة “الغارديان”: حسن نصر الله قاد حزب الله المدعوم من إيران لمدة 32 عامًا، مما جعله هدفًا عالي القيمة لإسرائيل.وفي عملية هزت المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، أعلنت إسرائيل القضاء على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتمثل “الضربة”، التي وصفتها صحيفة “وول ستريت جورنال” بأنها “العمل الأكثر عدوانية من جانب إسرائيل حتى الآن”، تتويجا لأسبوعين من العمليات المتطورة التي تهدف إلى تحييد تهديدات حزب الله.في المقابل وصف وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بأن القضاء على نصر الله إحدى أهم العمليات في تاريخ إسرائيل ولن نتوقف عندها، مسلطًا الضوء على تأثيرها الكبير على الديناميكيات الإقليمية.غالنت تابع: مقتل حسن نصر الله لا يمثل ضربة لحزب الله فحسب، بل وأيضاً لداعمه الرئيسي، إيران، وشبكة الميليشيات الموالية لإيران بالكامل في المنطقة.وسائل الإعلام الدولية، من “سي إن إن” إلى “نيويورك تايمز”، بما في ذلك “بي بي سي” و”الجزيرة”، نقلت المعلومات، وسلطت الضوء على حجم الحدث.وأشارت صحيفة “الغارديان” على وجه الخصوص إلى أن “حسن نصر الله قاد حزب الله المدعوم من إيران لمدة 32 عامًا، مما جعله هدفًا عالي القيمة لإسرائيل.
هذه العملية كشفت أيضًا عن مدى تعقيد أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلاً عن مصادر لم تسمها، فقد حددت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية “مقتل حسن نصر الله مسبقًا، بناءً على حجم وعدد التفجيرات المستخدمة، بالإضافة إلى المعلومات التي تم جمعها من داخل المجموعة، لهذا سيكون رد فعل إيران والعالم العربي على هذا الحدث حاسما بالنسبة لمستقبل الصراع.وسائل الإعلام الإيرانية وبعض الصحف اللبنانية بدأت تندد بما تصفه بـ “الجريمة الصهيونية”، وتطالب بـ “الرد الحاسم”.
ويثير هذا القضاء تساؤلات كثيرة حول مستقبل حزب الله وتوازن القوى في المنطقة.وفي حين يعيش لبنان في مأزق سياسي منذ ما يقرب من عامين، ويرجع ذلك جزئياً إلى نفوذ حزب الله، فإن اغتيال حسن نصر الله من الممكن أن يعيد تعريف الديناميكيات الداخلية للبلاد. جاء إغتيال إسرائيل لحسن نصر الله الليلة الماضية (الجمعة) بعد ورود معلومات تشير إلى أنه عقد للتو اجتماعًا للقيادة في منشأة تحت الأرض جنوب بيروت، عاصمة لبنان، وفقًا لخمسة مسؤولين إسرائيليين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
بحسب تقرير في صحيفة نيويورك تايمز.وقال المسؤولون إن وكالات المخابرات الإسرائيلية كانت على علم بالمنشأة، الموجودة تحت أربعة مبان سكنية في حي مكتظ بالسكان جنوب بيروت، وأمرت الحكومة بشن غارات جوية بناء على معلومات في الوقت الحقيقي تشير إلى أن نصر الله كان متوجها إلى هناك.
وقال المسؤولون إنه بناءً على هذه المعلومات، واستنادًا إلى الكمية الكبيرة من الذخيرة المستخدمة، بما في ذلك الأسلحة المصممة لاختراق المخابئ، والمعلومات الاستخبارية التي تم جمعها من داخل حزب الله منذ الهجوم، فإن التقييم الأولي لوكالات المخابرات الإسرائيلية هو أن نصر الله قُتل. لكنهم حذروا من أن التقدير هو أولي وربما يتغير.في المقابل يكتنف الغموض مستقبل حزب الله اللبناني بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في قصف إسرائيلي نفذته مقاتلات “إف-35” التي ألقت قنابل خارقة للتحصينات تزّن طنًا، على مقر القيادة المركزية للحزب بالضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الجمعة.
ماذا عن إيران؟إيران لديها الآن خياران، وكلاهما سيئ للغاية، الأول هو الدخول في حرب مع اسرائيل، وأي تحرك في هذه اللحظة من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي هائل، وسلسلة من ردود الفعل التي من شأنها أن تؤدي بالتأكيد إلى حرب أكبر، والتي أوضحت إسرائيل أنها مستعدة لها.
الخيار الآخر هو عدم القيام بأي شيء وانتظار الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة ولبنان، والتي لا يبدو أنها فعّالة حقًا، وهذا من شأنه أن يجعل طهران تخسر كل هذه الجبهات التي كانت تبنيها في المنطقة، من لبنان إلى سوريا.لقد تلقى حزب الله أكبر ضربة لبنيته التحتية العسكرية منذ تأسيسه، فبالإضافة إلى خسارة مستودعات الأسلحة والمرافق، خسرت الجماعة معظم قادتها الكبار، كما انكسرت شبكة اتصالاتها.
وإذا تم تفكيك قيادة الجماعة بشكل حقيقي وتعطيل التنسيق بين إيران وحزب الله، فقد يدفع ذلك الحرس الثوري الإيراني إلى تولي زمام المبادرة.وفي هذه الحالة سيتعين على قادة إيران أن يجدوا طريقة للقيام بذلك بأنفسهم، لكن هذا ليس خيارًا سهلًا لأنهم سيصبحون أهدافًا، وهم لا يفهمون لبنان.
الكلام الوارد في هذا الموضوع على مسؤولية الكاتب، ونحن نحترم ونعرض كل الآراء بكل شفافية وموضوعية.