“الأنباء” الإلكترونية
بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن زيارته الشرق الأوسطية من الأراضي المحتلة، حيث أطلق العديد من المواقف لا سيما على خط الاتفاق النووي مع إيران، بانتظار ما سيحمله بيان قمة جدة يوم السبت، في وقت تتجه الأنظار لبنانياً الى ما يمكن أن تتركه كواليس هذه الزيارة من تأثيرات على الملفات اللبنانية السياسية أولاً مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، وثانياً والأهم في ملف ترسيم الحدود البحرية، خاصة وأن آموس هوكستين يرافق بايدن في هذه الزيارة، فيما كان التصعيد الواضح من أمين عام حزب الله حسن نصرالله رسالة إيرانية مباشرة الى بايدن حيث أعلن أنه مستعد للحرب اذا ما اقتضى الأمر ذلك بالنسبة لما يريده من ملف النفط والغاز.
في المقابل عوّلت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” الالكترونية على وجود هوكستين في عداد الوفد الرئاسي الأميركي، الأمر الذي قرأته اهتماماً بإنجاز المفاوضات، وإن كانت زيارته الأخيرة الى الأراضي المحتلة لم تؤت بثمارها المطلوبة.
داخلياً، خرج الخلاف بشكل واضح الى العلن وانفجرت ما بين الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي والعهد وتحديداً رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وقد جاء بيان ميقاتي عالي النبرة موجّهاً كلامه بشكل مباشر الى رئاسة الجمهورية والمحيطين فيها، مفنّداً بشكل مفصّل ما حصل معه في الأيام الماضية لا سيما لجهة طلب الموعد من القصر الجمهوري وعدم حصوله على أي رد.
النائب السابق علي درويش اعتبر أن الرئيس المكلّف وضع الأمور في نصابها الحقيقي بعد اللغط الذي حصل في أعقاب التغريدة الذي نشرها النائب باسيل، مشيراً الى محاولة البعض استدراج ميقاتي الى التصعيد وهو ليس بهذا الوارد أبداً. فعدما وضع مسودة تشكيلة الحكومة لدى الرئيس عون كانت أكثر من جدية، وهو منفتح على التفاوض بشأنها ومن غير المقبول أن يُتهم بأنه لا يريد تشكيل الحكومة وهو أبعد ما يكون عن الدخول في سجالات مع أحد.ورأى دوريش عبر “الأنباء” الالكترونية في عدم الرد على طلب موعد للقاء عون بأن هناك جهات تحاول تشويش العلاقة بين الرئيسين، مكررا: “لو تُرك موضوع تشكيل الحكومة على عاتق الرئيسين عون وميقاتي من دون تدخلات من هذه الجهة او تلك، لذهبت الأمور في المنحى الايجابي”.
وفي ظل السقف العالي لبيان ميقاتي، علّق النائب ياسين ياسين عبر “الأنباء” الالكترونية بالقول: “يبدو ان الرئيسين عون وميقاتي يعرفان جيداً ماذا يريدان”، وقال إنهم كنواب جدد عندما التقوا الرئيس المكلف “لمسوا منه عدم الجدية في تشكيل الحكومة، وأن الامور ستبقى هكذا حتى نهاية العهد، وكان جوابهم بضرورة عدم إضاعة الوقت لأن الاقتصاد منهار ووضع البلد غير مقبول بتاتاً”، واصفاً ما يجري “بلعبة سياسية يحاولون تزيينها ببعض البيانات والتصاريح المنمقة وكل ذلك على حساب الناس ووجع الناس، فلا عون ولا ميقاتي يريدان تشكيل الحكومة”.
واعتبر ياسين ان “لا حل الا بالتغيير، ففي انتخابات 2022 استطعنا ان نخرق بنسبة 10 في المئة، على أمل ان يحصل التغيير مستقبلا”، متوقعاً ان تكون الأمور في الأشهر الثلاث المقبلة أكثر صعوبة من السنتين الماضيتين، لافتاً إلى “كلام عن رفع الدعم بالكامل عن المحروقات وعن رغيف الخبز تحت مسمى ترشيد الدعم، معتبراً أنهم لا يريدون ان يساعدوا أحدا حتى المزارع والفلاح الذي يشتري البذار بالعملة الصعبة ولا يجد سوقاً لتصريف انتاجه”.
وفي ظل هذا الواقع يبدو مصير الحكومة مجهولاً واحتمال ولادتها ضئيلاً، وقد أشار النائب السابق شامل روكز في حديث مع “الانباء” الالكترونية الى أن “لا أحد يتمنى ألا تشكل حكومة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد، وكان يمكن ان يتم ذلك من خلال تعديل بسيط تستكمل من خلاله لشهر أو شهرين حتى نهاية العهد، لكن البعض كان يتوقع الفراغ وهذه مسألة ليست مقبولة، لذا يجب التركيز على إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت منعاً للتشنج الذي قد يحصل بعد 31 تشرين الأول”، واصفاً ما يجري “بالجدل البيزنطي على حساب الناس”.
وفي ظل ذلك تستمر الهموم المعيشية بالتفاقم بشكل يفوق طاقة اللبنانيين، لتعود الأزمات القديمة الجديدة تلوح بالأفق من الخبز الى البنزين والكهرباء والمياه وتطول اللائحة.