نجحت شركة “سبيس إكس” التي يرأسها إيلون ماسك، اليوم الخميس، في إطلاق مركبة “ستارشيب” للرحلات الفضائية من الجيل التالي لأول مرة على متن صاروخ سوبر هيفي الجديد الذي صنعته الشركة في رحلة تجريبية غير مأهولة لكنها انتهت بعد دقائق بانفجار المركبة في السماء.
وانطلقت المركبة الصاروخية ذات المرحلتين التي بلغ ارتفاعها 120 مترا، أي أعلى من تمثال الحرية، من قاعدة ستاربيز الفضائية التابعة للشركة في شرق براونزفيل بولاية تكساس.
وكانت سبيس إكس تأمل في أحسن الأحوال أن تستمر الرحلة 90 دقيقة.
ووثق بث مباشر لسبيس إكس ارتقاء الصاروخ من برج الإطلاق إلى السماء بينما تنفث محركات سوبر هيفي اللهب وسحب العادم وبخار الماء.
لكن بعد أقل من أربع دقائق من بداية الانطلاق، لم تنفصل المرحلة الأعلى لستار شيب عن المرحلة الأدنى لسوبر هيفي كما كان مخططا وشوهدت المركبة وهي تنقلب رأسا على عقب قبل أن تنفجر.
وبلغت المركبة الفضائية ذروة ارتفاع عند نحو 32 كيلومترا قبل تفككها.
ورغم هذا هلل مسؤولو سبيس إكس خلال البث المباشر وقالوا إن هذه الرحلة التجريبية القصيرة ناجحة.
وغرد ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، على تويتر قائلا: “تهاني لفريق سبيس إكس على الاختبار الرائع لستارشيب! تعلمنا الكثير لاختبار الإطلاق التالي الذي سيكون في غضون بضعة شهور”.
وحاولت شركة “سبيس اكس”، اليوم الخميس، للمرة الثانية إطلاق صاروخها “ستارشيب” الأكبر والأقوى في العالم والمُخصص للرحلات إلى القمر والمريخ، بعد إرجائها، الاثنين، محاولة أولى لأول رحلة مدارية تجريبية للصاروخ، بسبب مشكلة فنية طرأت في الدقائق الأخيرة من الاستعدادات.
وكان مبرمجا أن يقلع الصاروخ العملاق عند الساعة 8,28 بالتوقيت المحلي (13,28 بتوقيت غرينتش) من قاعدة “ستاربايس” للفضاء في أقصى جنوب تكساس الأميركية، فيما تستمر نافذة الإقلاع حتى الساعة 9,30.
بدأ في الصباح الباكر ملء خزانات الصاروخ بالوقود المبرد المتمثل في الأكسجين والميثان السائل. وأعلنت “سبيس اكس” أنها تراقب الاحوال الجوية.
وأُرجئت، الاثنين، محاولة أولى لإطلاق الصاروخ في الدقائق الأخيرة قبيل إقلاعه، بسبب مشاكل فنية.
وقال رئيس “سبيس اكس” إيلون ماسك الأحد “هذه الرحلة الأولى لصاروخ ضخم ومعقد جداً”، مشيراً إلى أن هذا الاختبار “محفوف بمخاطر كبيرة”.
و”ستارشيب” البالغ طوله 120 متراً هو أطول من صاروخ “ناسا” العملاق الجديد “اس ال اس” (98 متراً) الذي أُطلق في مهمة أولى خلال نوفمبر، ومن صاروخ “ساتورن 5” (111 متراً) الخاص بمهمات أبولو.
كذلك، كان يُفترض أن يتمتع “ستارشيب” بقوة إقلاع أقوى بمرتين من “اس ال اس” و”ساتورن 5″، مما يجعله الصاروخ الأقوى في العالم.
ولم تُجرَ بعد أي رحلة تجريبية للصاروخ الأسود والفضي بطبقتيه، ومنهما الأولى التي تحمل اسم “سوبر هيفي” والمجهزة بـ33 محركاً على الأقل.
واقتصرت الرحلات التي أجريت إلى الآن على المركبة “ستارشيب”، وهي الطبقة الثانية من الصاروخ، إذ نفذت رحلات تجريبية دون مدارية (حتى علو حوالي عشرة كيلومترات).
وكانت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” قد اختارت هذه المركبة لنقل رواد الفضاء التابعين لها إلى القمر خلال مهمة “أرتيميس 3” التي من المقرر إطلاقها رسمياً سنة 2025.
خشية حدوث انفجار
وفي محاولة الإقلاع هذه، كان من المقرر أن تنفصل طبقة “سوبر هيفي” بعد نحو ثلاث دقائق من إقلاع الصاروخ وتسقط في مياه خليج المكسيك.
ويافترض أن تشغل “ستارشيب” محركاتها الستة وتواصل التحليق بمفردها على علو قد يتخطى 150 كيلومتراً. وبعد إجرائها أقل من دورة كاملة بقليل حول الأرض، ستسقط في المحيط الهادئ.
إلا أنّ اجتياز كل هذه المراحل بنجاح في أول رحلة تجريبية كان سيعتبر إنجازاً. ويتمثل الهدف الأساسي من إطلاق الصاروخ في جمع أكبر قدر من البيانات للاستفادة منها في النماذج التالية.
وحرص إيلون ماسك على التخفيف من التوقعات، قائلاً إن وصول الصاروخ إلى المدار من المحاولة الأولى مسألة غير مرجحة.
وأبدى أمله في ألا تُدمّر منصة الإطلاق في حال انفجرت محركات “سوبر هيفي” عند الإقلاع.
وقال “في حال حدث ذلك ودُمّرت الإطلاق، فستستغرق إعادة بنائها أشهراً عدة”، مضيفاً “إذا ابتعد الصاروخ عن المنصة لمسافة كافية قبل تسجيل أي مشكلة، فسنعتبر ذلك بمثابة نجاح”.
سعر منخفض
وستتم أول رحلة مأهولة لصاروخ “ستارشيب” بالشراكة مع الملياردير الأميركي جاريد ايزاكمان.
وسبق للملياردير الياباني يوساكو مايزاوا ولرجل الأعمال الأميركي دينيس تستو أن أعلنا عزمهما على إجراء رحلات حول القمر في هذا الصاروخ.
ويُفترض أن يكون “ستارشيب” قادراً على نقل ما يصل إلى 150 طنًا إلى المدار. وللمقارنة، لا يستطيع صاروخ “فالكون 9” أن يحمل سوى ما يزيد قليلاً عن 22 طناً في مدار أرضي منخفض.
وما يميّز “ستارشيب” هو إمكانية إعادة استخدامه كاملاً، في غضون “عامين أو ثلاثة أعوام”، على حد قول ماسك.
ولن تُستعاد طبقتا الصاروخ بعد هذه الرحلة التجريبية الأولى. لكن مستقبلاً، من المفترض أن تعود طبقة “سوبر هيفي” إلى منصة الإطلاق مزودةً بذراعين لشل حركتها.
أما مركبة “ستارشيب” فافترض أن تعود إلى الأرض بواسطة صاروخ كابح. وسبق لـ”ستارشيب” أن خضعت لاختبارات عامي 2020 و2021 انتهت بانفجارات، قبل أن تنجح أخيراً في أن تحط بسلام.
وكانت نائبة رئيس “سبيس اكس” غوين شوتويل قالت في فبراير “لقد صممنا ستارشيب لتكون شبيهة قدر الإمكان بالعمليات التي تجريها شركات الطيران”.
ويهدف إيلون ماسك من خلال استراتيجية إنتاج صاروخ قابل لإعادة الاستخدام بأكمله، إلى توفير سعر منخفض. وقال إنّ كل رحلة للمركبة قد تكلف فقط “بضعة ملايين” من الدولارات.
ويرى ماسك أنّ البشر قد يحتاجون إلى مئات من صواريخ “ستارشيب” كي يصلوا إلى الكواكب الأخرى. أما هدفه النهائي فهو إنشاء مستعمرة مستقلة على المريخ.