عادت المفاوضات بين حركة “حماس” وإسرائيل لتتصدّر مشهدية الحرب في غزّة، إذ وبعد الإيجابية التي أبدتها الحركة في موقفها الأخير بعد تواصلها مع الوسطاء القطريين، وإرسال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفاوضين إلى قطر، تنصب الأنظار على مستقبل هذه المفاوضات.
جديد هذه المسألة كان التصريح اللافت الذي قاله مصدر قيادي في “حماس”، إذ لفت الأخير إلى أن “الحركة وافقت على انطلاق المفاوضات حول الرهائن من دون وقف إطلاق نار دائم”. لكن لا تعويل كبيراً على هذه المفاوضات، إذ أن مكتب نتنياهو أشار إلى وجود “تباعد” في وجهات النظر، وثمّة مراقبون يتوقعون إطاحة نتنياهو بهذه الهدنة كون الأخير يُصر على استكمال الحرب ولا يُريد أسباباً لوقفها، وبالتالي فإنّه قد يعرقل مساعي التهدئة.
مصادر متابعة للشان تفضّل عدم استباق الأمور وانتظار ما ستفرزه المفاوضات مع التسهيلات التي تُبديها “حماس” من خلال مواقفها المعلنة، ثم تفضّل أيضاً انتظار ما سينتج عن زيارة نتنياهو إلى الكونغرس، ومن المفترض أن تكون هذه المحطّة فاصلة أكان لجهة غزّة أو لبنان.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تُشير المصادر إلى أن حتى موعد كلمة نتنياهو في الكونغرس، تُريد إسرائيل الانتهاء من عملية رفح، وكلمته ستكشف معالم المرحلة المقبلة في ما يتعلّق باليوم التالي في غزّة والحرب في لبنان، وما إذا كانت فرص شن الحرب أعلى أو الدبلوماسية.
في لبنان، فإن جبهة الجنوب على حالها، وفي حين يستمر القصف الإسرائيلي على البلدات الجنوبية وخرق الطيران الحربي لجدار الصوت مرّات عدّة وبشكل أقوى، فإن “حزب الله” مستمر أيضاً بعملياته مستهدفاً المواقع الإسرائيلية العسكرية.
لكن اللافت كان إعلان “حزب الله” أن قصفاً استهدف مركزاً للاستطلاع الفني والإلكتروني في جبل حرمون بالجولان، وهذه العملية النوعية تُعتبر أكبر العمليات للقوات الجوية بـ”حزب الله” منذ 8 تشرين الأول.
في فرنسا، وفي حين انتظر العالم نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، تصدّر اليسار النتائج وقلب الطاولة على اليمين المتطرّف بعدما كان الأخير متقدماً في الجولة الأولى، لكن تبدّل النتائج مرتبط بتحالف معسكر اليسار مع معسكر الوسط صب أصوات الأخير في صالح الأول وسحب المرشّحين من أمامه.
حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإلى جانبه اليسار الإطاحة باليمين المتطرّف في الانتخابات، وقد يكون نجح مبدئياً، لكن المشهدية السياسية الفرنسية ليست بخير، والنتائج المتقدّمة التي حققها اليمين في هذا الاستحقاق سيُراكم عليها حتى ينجح في الانتخابات المقبلة، وهذا ما حصل منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا، حينما زاحم اليمين معسكر ماكرون وخسر بفارق ضئيل.
إذاُ، فإن ساعة المنطقة مضبوطة على توقيت زيارة نتنياهو إلى الكونغرس، وحتى ذلك الموعد، من المستبعد أن تحصل تغيرات دراماتيكية أكان لجهة غزّة أو لبنان، والمؤكّد أن ما بعدها لن يكون كما قبلها.