ربط السعودية تحذير رعاياها باحداث «عين الحلوة»، لم ينطل على احد في لبنان، وبدا واضحا ان المملكة عادت لتوظيف الساحة اللبنانية في ملفات اقليمية، واستخدمتها «صندوق بريد» لرسائلها تجاه طهران.
في هذا الوقت، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد الخلفيات الحقيقية للمواجهات في المخيم، متهما جهات إقليمية بانها وراء الأحداث الأخيرة، لافتًا الى أنّ نفس القوى منزعجة من الاتصالات القائمة بين لبنان وفلسطين لتثبيت الهدنة، واشار الى ان هدف من أشعلوا المعارك أبعد من مخيم عين الحلوة والهدف الأمن اللبناني ، الذي جدد قائد الجيش العماد جوزاف عون التأكيد في لقائه مع الاحمد انه «خط احمر» لن يسمح لاحد بتجاوزه.
وفيما تبقى «النار تحت الرماد» في «بوابة الجنوب»، خرج تقرير امني «اسرائيلي» الى العلن، واثار الذعر في «اسرائيل» بوصفه السيناريو الـ «الاخطر» للحرب المقبلة مع حزب الله، حيث توقعت مصادر امنية اصابات غير محدودة للبيوت وآلاف المصابين والقتلى، مع تعطل شبكة الكهرباء والاتصالات والإنترنت وسلسلة توريد الغذاء، وانعدام القدرة على توريد الخدمات للمواطنين عقب عدم الامتثال للعمل، حيث تشير التقديرات ان اليوم الاول للحرب ستطلق المقاومة 6 آلاف صاروخ.
كلام سعودي غير «دقيق»!
وبعد البلبلة التي أحدثتها بيانات السفارات، وفي مقدمها بيان السفارة السعودية، أوضح السفير السعودي في لبنان وليد البخاري خلال لقائه وفد حركة «التجدد للوطن» برئاسة شارل عربيد ، أن دعوة السعوديين لمغادرة لبنان أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة، والمملكة حريصة على مواطنيها أينما وجدوا، وأنها كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان.
لكن مصادر سياسية مطلعة اكدت ان كلام البخاري غير «دقيق»، لان الموقف السعودي صدر بعد وقف إطلاق النار، وانتهاء الاشتباك المسلح في عين الحلوة، ولهذا فان حرصه على التأكيد أن المملكة كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان، وان الفترة المقبلة ستثبت ذلك، رابطا الامر بتوصل اللبنانيين إلى حل أزمتهم، لا يمكن ان ينطلي على احد، وهو يندرج في سياق اقحام لبنان في ازمات المنطقة، واستخدامه «صندوق بريد» في عملية التفاوض «المتشنجة» مع طهران على اكثر من ملف في المنطقة.
«صندوق بريد»
علما ان هذا الموقف يشرح على نحو لا يقبل الشك تحفظ المملكة عن التعاون في الملف الرئاسي. فالقرار السعودي تزامن مع البطء في تحقيق اي خرق ايجابي في ملفات اليمن والعراق وسوريا، والغاء الرياض فتح سفارتها في العاصمة الإيرانية يوم الخميس إلى موعد غير محدد، واوضحت طهران بأن السعوديين أبلغوا الخارجية الايرانية بانه سيتم فتح السفارة متى رأوا ذلك مناسبا، وذلك على خلفية النزاع حول ملكية حقل الدرة. كما اوقفت السعودية عمليات ترميم سفارتها في دمشق التي بدأت في آذار 2023 ولم تسم بعد سفيراً لها في دمشق، رغم تعيين سفراء جدد لها في عدد من الدول حول العالم. فهل من يصدق ان التحذير السعودي يأتي خارج هذا «الكباش»؟
عون «والخط الاحمر»
في هذا الوقت، طمأنت مراجع أمنية رفيعة إلى أن بيانات السفارات لا تعكس حقيقة الوضع الامني الممسوك في البلاد، وان كل المعطيات تؤكد ان لا شيء يدعو إلى القلق والهلع، وقد ترأس وزير الداخلية بسام المولوي اجتماع مجلس الامن المركزي، واكد اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لمنع انتقال الاشتباكات إلى خارج مخيم عين الحلوة وللحفاظ على أمن اللبنانيين والإخوان العرب.
وفي هذا السياق، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة عضو اللجنة التنظيمية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير عزّام الأحمد، يرافقه السفير الفلسطيني في لبنان السيد أشرف دبور وأمين سر فتح والفصائل الفلسطينية السيد فتحي أبو العردات، وتم بحث التطورات في مخيم عين الحلوة، ووفقا للمعلومات كان عون حاسما لجهة التأكيد على ان الامن «خط احمر»، ولن يسمح الجيش لاي جهة بتجاوزه. وطالب الوفد الفلسطيني بالتعاون في اقفال ملف «الفلتان» الامني داخل المخيم، وعدم السماح لاي جهة خارجية باستخدامه للعبث بامن اللبنانيين والفلسطينيين.