«الوطني الحرّ»: إنتظروا ردّ الرئيس

جبران باسيل

Share to:

الديار – ميشال نصر

لم يكن ينقص المشهد السياسي الداخلي المتوهّج والمنقسم على ذاته، سوى جدلية مدى دستورية انعقاد مجلس الوزراء بصفة تصريف الاعمال في ظل الشغور الرئاسي، بحيث ترسخ الانقسام العمودي سياسيا الى ما هو اخطر، مهددا بشرخ طائفي مسيحي –اسلامي، استمات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لاسقاطه، مع فشل الثنائي الشيعي في تأمين الغطاء الكافي للحؤول دونه، بفعل تمترس التيار الوطني الحر في السرب المسيحي .

هكذا انعقدت الجلسة مع تأمين نصاب الثلثين شرط الثلثين، كما المشاركة المسيحية ولو بخجل، لمناقشة جدول اعمال «عصر ليلا»، تحت مظلة الهدف الاجتماعي – المعيشي، الا ان غولاتها كانت سياسية بامتياز وكذلك فاولاتها، اذ بدا واضحا من مسار الجلسة ونتيجتها، انها فتحت العين على مجموعة من العوامل ابرزها:

ولعل من ابرز تداعيات ما حصل في السياسة، تسريب مصادر عونية ان الاتفاق على سليمان فرنجية بات مستحيلا بعد الموقف الذي اتخذه الثنائي من الجلسة، وان التيار في صدد درس وتقييم تحالفاته لاتخاذ اللازم امام هذا التباين الكبير في الخيارات، فسلوك الحزب، بحسب المصادر العونية، يدل على انه يؤسّس لمرحلة شغور طويلة، ويدل ايضا على ان الحزب ليس في صدد ترك فرنجية .

بين عامي 2014 و2016، في زمن حكومة الرئيس السابق تمام سلام، المكتملة المواصفات الدستورية، وضعت آلية عمل لمجلس الوزراء، قامت على ضرورة توقيع جميع الوزراء على المراسيم والقرارات التي تتخذ، انطلاقا من مبدأ ان مجلس الوزراء في حال الشغور هو وكيل رئيس الجمهورية. فكيف سيتصرف ميقاتي لتمرير القرارات التي اتخذت في ظل غياب سبعة وزراء في حال اصروا على عدم التوقيع؟ وهل نشهد ولادة عرف جديد؟ ام يتلقف مجلس النواب الطابة ويكون له تفسيره ؟ ام يفجرها «صهر الرابية» ويكسر حلقة الورقة البيضاء؟

Exit mobile version