لبنان بالمباشر ينشر سلسلة حلقات حول النفوذ الإيراني في المنطقة العربية للكاتب الصحفي الأردني نضال العضايلة
نضال العضايلة
لم يختلف النظام الإيراني بعد ثورة الخميني 1979 في سياساته التوسعية في المنطقة عن الأنظمة السابقة، حيث اتخذ من مشروع تصدير الثورة أولى الأولويات إلا أن النظام العراقي السابق مثّل عائقا في وجه هذا المشروع لمدة أربع وعشرين سنة، حتى تم إسقاطه سنة 2003، ما فتح الباب لإيران كي تبسط نفوذها على الدولة العراقية الجديدة، مستغلة في ذلك العديد من العوامل التي تساعدها في إنفاذ مشروعها بالعراق، وفي مقدمتها، سيطرة الأحزاب والشخصيات الشيعية الموالية لها على السلطة في العراق الجديد، إضافة إلى عامل البيئة الثقافية المتقاربة بين المجتمعيين العراق والإيراني، وقد أخذ هذا النفوذ العديد من المظاهر السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما أدى إلى تداعيات وخيمة على استقرار العراق السياسي والأمني والمجتمعي، والذي تسعى إيران إلى الاستمرار في زعزعته لأنه ليس من مصلحتها وجود عراق مستقر وقوي، فسعت إلى تغذية الاستقطاب الطائفي السياسي والمجتمعي الذي تعاني منه العراق إلى اليوم.
لقد اتخذت إيران من العراق قاعدة لها في الانطلاق إلى باقي دول المنطقة مستغلة العامل المذهبي، خاصة في سوريا التي أصبحت قريبة منها بحكم حدودها مع العراق، كما أصبح حليفها حزب الله اللبناني أقرب بحكم الحدود اللبنانية مع سوريا، اضف إلى كل هذا التدخلات الإيرانية في البحرين واليمن.
الحلقة الأولى (العراق)
النفوذ الإيراني في العراق لم يكن نابعاً من قوة إيران فحسب، بل نتيجة الظروف والمتغيرات الداخلية العراقية والإقليمية والدولية، وقد استغلتها إيران كورقة ضغط تستخدمها بوجه أهل السّنة في العراق، وإن دورها فيه كان سبباً في عزله عن حاضنته العربية والإسلامية.
واستطاعت إيران من خلال حلفائها الشيعة أن تسيطر على العراق من خلال إستراتيجيات عدة أهمها:
- إيصال حلفائها من الساسة الشيعة في العراق إلى السلطة وصناعة القرار ودعمهم للبقاء في سدة الحكم.
- التجربة الشعبية العسكرية المتمثلة بالمليشيات ومنها المنضوية تحت لافتة «الحشد الشعبي»، والتي جعلتهم سيفاً مسلطاً على رقاب أهل السنة، وحولتهم إلى جنود يدافعون عن أمن إيران بصورة غير مباشرة بزعم أنهم يقاتلون دفاعاً عن أراضيهم.
- التوغل داخل المجتمع العراقي بوسائل شتى منها، الدينية والمذهبية والاقتصادية وأخرى اجتماعية.
ومن دوافع النفوذ الإيراني في العراق:
- البحث عن متنفس إقليمي، يكون منفذها إلى العالم الإسلامي، لأنها تعاني من عزلة ثقافية تقف حائلاً بينها وبين هدفها في ما يسمى بــ«تصدير الثورة»، وأن الأزمة الأمنية في العراق تجعلها متخوّفة من امتدادها إلى داخل إيران وعرقلة «تصدير ثورتها».
- البعد العقائدي المذهبي الذي اتخذته إيران ذريعة لتدخلها إلى جانب الحكومة العراقية الشيعية الموالية لها في حربها ضد تنظيم «داعش»، بحجة حماية الأماكن والمزارات الدينية الشيعية في العراق، والزوار الإيرانيين الوافدين إليها، وهو ما أوجبته الفتاوى التي أطلقتها المرجعية الدينية الشيعية فيما يسمى بـ«الجهاد الكفائي».
- * توظيف الحرب على الإرهاب الذي فسح لها المجال لإحداث مجازر بأهل السنة لم يسبق لها مثيل، وتشريدهم وتخريب مناطقهم، بغطاء دولي تحت ما يسمى «مكافحة الإرهاب»، وهو في الحقيقة استئصال لأهل السنة، فها هي ترسّخ نفوذها في العراق، وتحاول تغيير صورتها من متهمة بدعم الإرهاب إلى شريك في محاربته.
- * تصاعد التحدي الأمني للحكومة العراقية الموالية لإيران، والتي أصبحت غير قادرة على مواجهة «داعش» عند سيطرته على أجزاء واسعة من العراق، وتخلي حلفائها عن مساعدتها في مواجهة هذا التنظيم، فاستغلت إيران حاجة الحكومة والأوضاع التي تمرّ بها، فأسرعت بتقديم السلاح والذخيرة، والدعم العسكري لها قبل غيرها من الدول لتعزيز دورها ونفوذها في العراق.
- * طبيعة السياسة الأمريكية تجاه العراق، وإطلاق يد إيران والتغاضي عنها ومنحها الضوء الأخضر لذبح أهل السنة وتهجيرهم ومنعهم من حق الدفاع عن أنفسهم، أو مشاركتهم في القرار السياسي الحقيقي في بلدهم.
- * البيئة العراقية التي توفر الأرض الخصبة لتزايد النفوذ الإيراني، من حيث وجود الأحزاب والحركات والمنظمات والمليشيات الشيعية المسلحة ذات الارتباط الأيدلوجي بإيران التي تحقق بدورها ما يتطلبه الدور الإيراني من أهداف داخل العراق.
إن قراءة الدور السياسي الإيراني في العراق مستقبلًا محكومٌ بالعديد من السيناريوهات، ويرجع السبب في ذلك إلى تعدّد أنماط الأدوار الإيرانية في العراق، إذ إنّ قراءة الدور السياسي الإيراني في العراق يحتاج إلى دراسة مستفيضة لطبيعة الأهداف التي تسعى إيران إلى تحقيقها في العراق، وعلاقة ذلك برؤية إيران الشاملة في منطقة الشرق الأوسط، لكون سياستها أو إستراتيجيتها في العراق ليست إلا إحدى حلقات توسّعها وتمدّدها في المنطقة، وما العراق إلا نقطة انطلاق نحو مجمل ساحات الشرق الأوسط، فالعراق إذن قاعدة مركزية في سياسة إيران الخارجية، فاهتمامها المتصاعد بالتطورات الحالية في العراق، وعدم السماح بمسّ أدوات نفوذها وسيطرتها في العراق من قبل العديد من الجهات الداخلية والإقليمية والدولية- يشيران إلى مدى الأهمية الإستراتيجية التي توليها إيران للعراق، وهذا ما نراه حاضرًا وما سنراه مستقبلًا.
أنتجت الأدوار الإيرانية في العراق حالة من الفوضى والتأزم، وقد هدفت إيران عن طريق تطبيقاتها الإستراتيجية في العراق إلى تقديم العراق بوصفه أنموذجًا استرشاديًّا للمجتمعات الشيعية في دول الجوار العراقي؛ فضلًا عن تحويل العراق إلى قاعدة دائمة للوجود العسكري الإيراني، للانطلاق عن طريقه إلى مجمل ساحات الصراع العسكري في الخليج العربي والشرق الأوسط، وبهذا فإن إيران سعت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق إلى خلق حكومة موالية لها في بغداد، وإعادة بناء وصياغة أنظمته المعرفية والتعليمية والقيمية، دعمًا لتنامي هيمنتها ووجودها الدائم فيه.
إن الفكرة العامة المتمثلة في أن إيران مصمّمة على القضاء على استقرار العراق وصياغة سياساته بشكل حاسم (عن طريق الأموال أو إرسال مئات الآلاف من مواطنيها)، أو تأسيس حكومة ذات ميول مماثلة ومذعنة لها، قد أصبحت مقبولة بشكل واسع في العراق والعالم العربي والولايات المتحدة. وقد أصبح لها الآن أثر مغرٍ في تشكيل المدارك الحسيّة؛ وإذا استمرت دون تحدّ، فإنّه من الواضح أن تتعرّض لمخاطرة القيام بتحديد سياسته. وفي واقع الأمر، ليست هنالك دلالة بأن التلاعب في الانتخابات هو أكثر من مجرّد تخمين أو أن فوز وانتصار الشيعة كان أكثر من مجرّد ترجمة سياسية لسيطرتهم الديموغرافية. كذلك، لم يتم تقديم أيّ دليل ملموس وواقعي لتعزيز الادعاء بأن إيران كانت تروّج بنشاط للتمرّد أو تحاول زيادة عدم الاستقرار إلى الحدّ الأقصى.
إن نقطة الانطلاق لفهم دور إيران يجب أن تعتمد على تقييم صحيح لمصالحها. وهذه المصالح واضحة نسبياً، وفي معظمها، معترف بها بشكل صريح. وتتمثّل أولوية طهران في الحيلولة دون ظهور العراق من جديد كتهديد لها، سواء كان ذلك في شكل عسكري أو سياسي أو إيديولوجي، وسواء كان من خلال إخفاقه (سقوطه في حرب أهلية أو نشوء كردستان عراقي مستقلّ مصحوب بملابسات ضخمة للأقلية الكردية اللامبالية الموجودة في إيران) أو نجاحه (توحّده كديموقراطية بديلة أو نموذج ديني يناشد المواطنين غير الموالين الذين يعيشون في إيران).
وبناءً على ذلك، فإن إيران مصمّمة على الاحتفاظ بوحدة أراضي العراق، بتجنّب عدم الاستقرار الشامل، والتشجيع على وجود حكومة صديقة يسيطر عليها الشيعة، والأهم من ذلك، الإبقاء على الولايات المتحدة منشغلة وفي وضع حرج.
وقد ترتّب على ذلك نشوء استراتيجية ذات ثلاث شعاب معقّدة: التشجيع على ديموقراطية الانتخابات (كوسيلة لإنتاج الحكم الشيعي)؛ والترويج لخلق درجة من الفوضى بحيث تكون سهلة الانقياد (وذلك لإحداث اضطراب مطوّل ولكن قابل للسيطرة عليه)؛ والاستثمار في سلسلة واسعة من الفاعلين العراقيّين المتنوعين، الذين كثيراً ما يكونون منافسين (لتقليل المخاطر إلى الحدّ الأدنى في أيّة نتيجة يمكن تصوّرها).
يعتبر حرس الثورة الإيراني الذراع الرئيسي لحماية وحفظ النظام الذي يؤمن بولاية «الفقيه» من المخاطر المحتملة الداخلية والخارجية، وهذا ما جاء في ميثاقه التنظيمي الأساسي.
ويتكون حرس الثورة الإيراني من خمس قوات وهي القوة الجوية، والقوة البرية، والقوة البحرية، وقوة الباسيج، وقوة القدس، وإن قوة القدس هي المسؤولة عن تصدير الإرهاب والتطرف الديني إلى العالم الخارجي وقد توسعت هذه القوة خلال الـ (25) عاما الماضية وانتشرت خلاياها النائمة في أغلب البلدان، ويعود تاريخ تأسيس هذه القوة الأولى إلى عام (1981) أي بعد عامين من استلام النظام الإيراني للسلطة، حيث قام حرس الثورة الإيراني آنذاك بتأسيس وحدة تسمى (وحدة الحركات التحررية) والغرض منها التأثير على القوى المسلمة وغير المسلمة لبلدان المنطقة وتزامن هذا التأسيس مع بدء الحرب العراقية الإيرانية، وتوسعت هذه الوحدة وأنشأت معسكرات كبيرة لها أبرزها معسكر رمضان الخاص بالعراق، وفي عام (1990) قام النظام الإيراني بتشكيل هذه القوة بشكل رسمي وتحت مسمى قوة القدس الإيرانية ومهمتها تصدير الإرهاب وتنفيذ الأعمال الإجرامية كركيزة للاتكاء عليها بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وشكلت لها هيئة أركان من أقدم قادة حرس الثورة الإيراني وأكثرهم تجربة في العمليات الإرهابية خارج إيران، وكان «أحمد وحيدي» أول قائد لقوة القدس والذي كان يشغل منصب معاون الاستخبارات في فيلق حرس الثورة آنذاك، وبعد اشغاله المنصب الجديد قال «احمد وحيدي»: إن الغرض من تشكيل هذه القوة هو خلق « الجيش الاسلامي الدولي» وفي عام (1997) تغير (وحيدي) وجاء عميد الحرس (قاسم سليماني) وهو من اقدم قادة فيلق الحرس وأكثرهم إجراماً، وبعد الاحتلال الامريكي للعراق قام النظام الايراني بحل «لجنة نصر» وهي إحدى اللجان المختصة والمشكلة سابقاً للتدخل الإيراني في شؤون العراق وضمها الى تشكيلات قوة القدس وصدرت أوامر من القيادة الإيرانية الى جميع الوزارات تحثهم فيها التنسيق مع قيادة قوة القدس (حصرياً) فيما يخص عمل هذه الوزارات في العراق.
المعسكرات الخاصة بقوة القدس الإيرانية والمسؤولة عن تصدير الموت والإرهاب إلى العراق
أ. معسكر رمضان (الفيلق الأول): وهذا المعسكر مسؤول عن عمليات التخطيط والتدريب والتنفيذ عن العمليات الاستخبارية والإرهابية التي تستهدف الأبرياء من الشعب العراقي، ويقوم هذا المعسكر بتقديم كل الدعم والإسناد للأحزاب الكردية لتنفيذ أجندة إجرامية متفق عليها في مناطق خارج حدود مناطق الاكراد، ولقيادة هيئة ركن معسكر رمضان مقر بديل في طهران، وآمر معسكر رمضان هو (عميد الحرس أيرج مسجدي) ويساعده (عميد الحرس أحمد فروزندة) ويرتبط بمعسكر (رمضان) أربعة معسكرات فرعية منتشرة داخل الأراضي العراقية.
- معسكر نصر ويقع هذا المعسكر في مدينة نقده الإيرانية ومسؤولياته مناطق شمال العراق، ولهذا المعسكر عدة مقرات تعبوية داخلية في السليمانية ومصيف صلاح الدين ودهوك وحلبة، وآمر هذا المعسكر عقيد الحرس (بناهي)، وبعد الاحتلال الامريكي للعراق قامت قوة القدس الإيرانية بتحويل قسم من هذه المقرات التعبوية الى واجهات ومكاتب قنصلية وتجارية وأن عملها الحقيقي للنشاطات الاستخبارية والإرهابية ويكون عميد الحرس (حرمتي) من قادة معسكر رمضان مسؤولا عن ممثلية النظام الإيراني في السليمانية.
- معسكر رعد يقع هذا المعسكر في مدينة مريوان الإيرانية، وتشمل مسؤولياته محافظتي (كركوك، الموصل) ويرتبط بهذا المعسكر من حيث التدريب والدعم والتنسيق الجماعات المسلحة المتطرفة والتي تنفذ الأجندة الإيرانية، والتي تستهدف الأبرياء من أبناء الشعب العراقي في هذه المحافظات ومسؤول هذا المعسكر (عميد الحرس رعد مجيدي).
- معسكر ظفر يقع هذا المعسكر في مدينة (كرمنشاه) عند الساحة اللهية وله مقرات تعبوية بديلة في مدينتي قصر شيرين وباوه الحدوديتين، ومسؤولية هذا المعسكر مناطق غرب إيران وتشمل محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وأجزاء كبيرة من العاصمة بغداد إضافة الى مناطق دربندخان وكلار، وآمر هذا المعسكر عميد الحرس (مسكريان) ويساعده عميد الحرس (محمود فرهادي) والذي اعتقل من قبل القوات الأمريكية وأفرج عنه عام (2009)، وفرهادي كثير التردد إلى محافظة ديالى ويتخذ من منزل النائب في البرلمان العراقي (طه درع) مقراً له والكائن في ناحية جديدة الشط التابعة الى محافظة ديالى، وهذا النائب هو احد عناصر قوة القدس الإيراني والمكنى (أبا تبارك) ومسؤول عن منظمة الرفاه للشعب العراقي وهي إحدى واجهات قوة القدس الإيراني العاملة في العراق ولها فرع في محافظة ديالى، ومسؤولية هذا المعسكر تصدير الموت والإرهاب الى أبناء الشعب العراقي في هذه المناطق.
- معسكر فجر يقع هذا المعسكر في منطقة (الشلامجة) الحدودية ولديه مقر إسناد في منطقة الأهواز، ومسؤولية هذا المعسكر مناطق جنوب العراق كافة، ويعتبر من أهم المعسكرات الإيرانية العاملة في العراق، وآمر هذا المعسكر عميد الحرس (عبيداوي) والذي يكنى بـ «ابو يوسف» ويقوم معسكر فجر بتنفيذ وقيادة واجبات قوة القدس في مناطق جنوب العراق وتخضع أغلبية المنظمات المتطرفة الفعالة في جنوب العراق الى سيطرة معسكر فجر.
تتكون قوة القدس التابعة لفيلق حرس الثورة الإيراني من (85000) شخص، وهي تشكيلات ووحدات استخباراتية وأمنية وعناصر تنفيذ العمليات الإجرامية بحق الأبرياء في دول العراق ولبنان وأفغانستان وفلسطين واليمن والبحرين والمملكة العربية السعودية والكويت، وتعمل هذه القوة تحت مسميات وعناوين عدة، منها التجاري والخيري والديني ومؤسسات المجتمع المدني .
ب. مقر (دزفول) ويقع هذا المعسكر في مدينة ديزفول ويستخدم لايواء وتدريب العناصر العراقية المنتمية الى قوة القدس، وأن أغلب مجاميع عصائب أهل الحق قد تدربت في هذا المعسكر، وآمر هذا المعسكر عميد الحرس (صابري).
ج. مقر (بيستون) ويقع هذا المعسكر في مدينة كرمنشاه، وهذا المعسكر كان يستخدم من قبل عناصر (9بدر) تحت مسمى فرقة الإمام علي ومن هذا المعسكر تنطلق في السابق والحاضر فرق متخصصة لقتل أبناء الشعب العراقي.
د. مقر(تنكه كنشت) سابقا معسكر خاص لتدريب عناصر (9بدر) والآن معسكر لتدريب المجاميع الخاصة المرتبطة بإيران.
أبرز العمليات الإجرامية النوعية لقوة القدس الإيراني التي استهدفت حياة المواطن العراق:
- تفجير المرقدين في سامراء .
- قتل الأبرياء من زوار الروضة الكاظمية في حادثة جسر الائمة.
- قتل الأبرياء في أحداث «مجزرة السمرة» التابعة الى قضاء المدائن جنوب العاصمة بغداد.
- تعذيب وقتل في سجن الجادرية، وسجن ديالى المركزي، سجن لواء الذيب، وسجن العدالة في الكاظمية ببغداد، سجن ساحة النسور ببغداد، وسجن الحارثية المركزي في بغداد، وسجن بناية الأمن العامة السابقة في بغداد، وسجن ما يسمى جهاز مكافحة الأرهاب داخل المنطقة الخضراء في بغداد، وسجن وزارة الأمن الوطني داخل المنطقة الخضراء ببغداد، وسجون الوية المغاوير التابعة الى وزارة الداخلية.
- مسؤول عن الإبادة الجماعية لاحداث الزركة في النجف.
- مسؤول عن قتل الأبرياء في أحداث الشعبانية بكربلاء
- مسؤول عن قتل الأبرياء في أحداث الناصرية.
- مسؤول عن قتل الأبرياء في أحداث الديوانية.
- مسؤول عن قتل الأبرياء في أحياء الحرية والعدل والعامل والدورة وأبو غريب والمحمودية في بغداد.
- مسؤول عن تفجيرات الصدرية في بغداد.
- مسؤول عن الحرائق التي طالت المحال التجارية في الشورجة ووزارات النفط والصحة والبنك المركزي العراقي في بغداد.
- مسؤول عن تفجيرات الجسور والأنفاق وأبرزها نفق ساحة النسور ببغداد.
- مسؤول عن المقابر الجماعية في بغداد والمحافظات الاخرى وأكبرها مقبرة السلام للجثث المجهولة في النجف.
دور الإرهابي قاسم سليماني كشفت وثيقة سرية للاستخبارات الإيرانية، نشرها موقع The Intercept، دور قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليمانى، ودوره فى ارتكاب جرائم إبادة أثناء الحرب على داعش، كما حذرت الوثيقة من اندلاع حرب طائفية فى العراق، بسبب سياسة سليمانى التى وصفتها بالشريرة، وكشفت عن إعجاب القائد الإيرانى الذى قتل فجر الجمعة بغارة أمريكية فى حرم مطار بغداد، بشخصية أحمد داود أوغلو، رئيس وزراء تركيا السابق.
التقرير المطول فند كيف اكتسب سليمانى على مر السنين سمعة كقائد عسكرى مخيف، يسيطر على شبكة من الميليشيات الإيديولوجية فى عدة مناطق فى الشرق الأوسط، ورسم صورة أكثر دقة لسليمانى عبر أرشيف تم تسريبه من وكالة التجسس الإيرانية السرية.
وكشفت تلك الوثائق كيف كان يُنظر إلى سليمانى فى بعض أركان مؤسسة الاستخبارات الإيرانية، على عكس الصورة التى أشيعت عنه كخبير استراتيجى لا يقهر، فبينما كانت الحرب التي تقودها إيران ضد داعش محتدمة، أعرب الجواسيس الإيرانيون سراً عن قلقهم من التكتيكات الوحشية التي يفضلها سليماني ووكلائه العراقيون، والتي كانت تؤسس بحسب تقديرهم لرد فعل كبير ضد الوجود الإيراني في العراق.
وبينما كانت صورة القائد الإيرانى ترتسم فى بعض ساحات القتال فى العراق كقائد عسكري مبدع، كان العديد من العراقيين يرونه شخصية إرهابية، كما تضمنت بعض البرقيات التى أعدها رجال المخابرات الإيرانية، تحركات سليمانى ولقاءاته مع كبار المسؤولين العراقيين، كما تطرق بعضها الآخر إلى أنشطة المليشيات الإجرامية التابعة له في العراق.
إلى ذلك، انتقد ضباط المخابرات في بعض الوثائق سليماني بسبب عزلته عن المجتمعات العربية السنية ومساعدته على خلق الظروف التي تبرر تجدد الوجود العسكري الأميركي في العراق.
مجزرة جرف الصخر وتأسفت وثيقة لوزارة الداخلية عام 2014، جزئياً لأن سليماني كقائد للعديد من الميليشيات الشيعية العراقية التي تقاتل داعش كان له دور في مجزرة جرف الصخر ضد السكان السنة.
كما ناقشت الوثيقة مشاركة الجماعة سيئة السمعة في العراق ألا وهي عصائب أهل الحق، بحسب ما جاء في التقرير.
وفي هذا السياق، قال أحد الضباط الإيرانيين السريين، إن الجماعة العراقية نجحت فى هزيمة داعش، لكن انتصارها سرعان ما أفسح المجال أمام مذبحة عامة للسكان المحليين، ما حول حلاوة انتصار إيران إلى “مرارة”.
تهدف سياسة التدخل الإيراني في العراق إلى إبقاء حلفائها من الأحزاب الإسلامية في السلطة وحماية حدودها .[10][11]
الاستراتيجية والتكتيك عدل تحاول إيران الحد من تدخلها العلني في العراق كإستراتيجية لمنع الأستقطاب الطائفي وإستعداء الأقلية السنية ,وخلق ردود فعل معادية لإيران بين العراقيين, أو تعميق التوتر الطائفي.
معظم المساعدة الإيرانية تاتي بشكل مساعدة تقنية مثل أشتراك قوة جوية و الدعم الجوي.صرح العقيد مسعود جزائري (من الأفضل أن تساعد إيران العراق من خلال نقل تجاربها الناجحة في الدفاع الشعبي وهذا يتضمن تعبئة جميع المجموعات العرقية).
تعتقد إيران إن وحدة الحركات الإسلامية الموالية لها ضرورية في الحرب ضد الدولة الإسلامية.
في يوم 15 أيلول/ سبتمبر 2014 عبر آية الله علي خامنئي عن ثقته بقدرة الجيش والشعب العراقي في وقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية.
هناك العديد من الديناميكيات التي تؤثر في طبيعة العلاقة بين العراق وإيران، ولا يمكن تفسير بعض التطورات دون استيعاب الصورة الكبيرة لهذه العلاقة المعقدة، التي يؤثر فيها عدد من العناصر والفاعلين الإقليميين والدوليين.
ويعد العراق ساحة مركزية من وجة نظر الأمن القومي الإيراني، لذلك تركز سياسة طهران على منع العراق من أن يصبح معاديًا كما حدث خلال حرب 1980-1988. وفي حين أن إيران أصبحت أكثر نفوذاً مما كانت عليه نتيجة الإطاحة الأمريكية بـ”صدام حسين” في عام 2003، فإن إيران لا تملي دائمًا السياسة العراقية بالرغم أنها تدعم الحكومات الصديقة لطهران من كتل يهيمن عليها الشيعة.
وتشعر إيران بقلق متزايد من الانقسامات داخل الكتلة الشيعية العراقية والتي يمكن أن تقوض النفوذ الإيراني. ومن الجدير بالذكر أن التنسيق بين مختلف الميليشيات الشيعية تقلص بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم “سليماني” والقائد في الحشد الشعبي العراقي “أبومهدي المهندس” في غارة أمريكية عام 2020. وقد تخلق وفاة “السيستاني” فراغًا كبيرا بين الشيعة المتدينين.
ولا تزال العلاقات التجارية بين العراق وإيران غير متوازنة، حيث تتجاوز الصادرات الإيرانية إلى العراق 8 مليارات دولار في السنة بينما الصادرات العراقية إلى إيران لا تتجاوز المليار دولار. وبدلاً من رؤية هذا التناقض كعلامة على الهيمنة الإيرانية، يعتقد البعض أن هذه البيانات تظهر نقص التنويع والبنية غير المستدامة للاقتصاد العراقي.
أما السعودية، فبدلا من أن تكون لاعبا مهما في العراق يوازن النفوذ الإيراني، فقد سعت بغداد للعب دور الوسيط بين السعودية وإيران، وهو ما يتجلى في المحادثات الأخيرة بين البلدين على الأراضي العراقية.
ومن الضروري بالنسبة لإيران والسعودية معالجة خلافاتهما السياسية مع قبول حقيقة أن البلدين لا يمكنهما القضاء على نفوذ بعضهما البعض في المنطقة، لكن قد يكون من الصعب مواصلة الوساطة العراقية بين إيران والسعودية إذا تم تعيين رئيس وزراء عراقي جديد نظرا للثقة العميقة التي طورها السعوديون مع رئيس الوزراء المؤقت “مصطفى الكاظمي”.
وتعد الطاقة عنصرا رئيسيا في العلاقة بين العراق وإيران. ولسنوات، اعتمد العراق على الغاز الإيراني لإبقاء الأضواء مضاءة، لكن إيران لديها طلب داخلي متزايد، ما أثر على الإمدادات إلى العراق، وسط استمرار العقوبات الأمريكية. ويمكن أن يلعب مجلس التعاون الخليجي دورا في تأمين الكهرباء للعراق ومنع الانقطاعات الموسمية. ويعد تكامل شبكة الكهرباء ضروري للتنمية الإقليمية، لكن لا ينبغي تسييسها أو استخدامها كبديل للاعتماد على الذات، ويجب أن يظل التركيز على تطوير القدرات الداخلية العراقية.
ويعد التنافس الإيراني التركي حاضرا على الساحة العراقية، وتعتبر إيران أي تقارب من مكون عراقي مع الجانب التركي تهديدا لها، وقد يؤثر ذلك على علاقة هذا المكون بإيران، ويرى مراقبون أن الهجمات التي تتعرض لها القوات التركية في العراق تأتي بتوجيه وإشراف من إيران على المليشيات العراقية المحلية.
ويلعب النفوذ الإسرائيلي دورا مهما أيضا خاصة في إقليم كردستان العراق. وانخرطت إيران وإسرائيل في كردستان قبل الثورة الإيرانية عام 1979 وساهم الموساد والمخابرات الإيرانية “سافاك” في إنشاء وكالة المخابرات الكردية. ولاحقا، تخلت إيران عن الأكراد بعد توقيع “اتفاقية الجزائر” للحصول على تنازلات إقليمية من “صدام”.
وتعد علاقة إسرائيل بالأقليات في جميع أنحاء الشرق الأوسط جزءًا من إستراتيجية “الأطراف” التي كانت تتبناها إسرائيل قبل اتفاقيات “إبراهيم”. وفي حين قبلت إيران قبلت ببعض النفوذ التركي والروسي في كردستان، فإنها رفضت بشدة الانخراط إسرائيلي في العراق الذي أقر قانونا مؤخرا يجرم التطبيع مع إسرائيل.
ويدفع العراقيون أيضا جزءا من فاتورة صراع النفوذ بين إيران والولايات المتحدة على الأراضي العراقية. ويصل هذا الصدام ذروته مع كل تشكيل لحكومة عراقية جديدة بعد الانتخابات. وخلال فترات سابقة، كان هناك تركيز على إنهاء الوجود الأمريكي في العراق، لكن التواجد الأمريكي المحدود حاليا لم يعد أولوية عراقية حيث قد يدعم هذا التواجد المحدود تحقيق توازن ضد كل من إيران وتركيا.
وفي كل الأحوال، غادرت القوات الأمريكية العراق في نهاية المطاف، لكن واشنطن ترى أن ذلك يتطلب فترة انتقالية حتى لا يقع العراق فريسة للقوى الإقليمية والدولية.