من هم؟ وأين يتواجدون؟
نضال العضايلة
يكثر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الأيام من إطلاق مصطلح النازيون على الطبقة الحاكمة في أوكرانيا، إذ يرى زعيم الكرملين أن زيلينسكي ومن معه من القوميين الأوكران يسيرون على غرار الحركة النازية التي أسسها الزعيم النازي الألماني ادولف هتلر.
ومنذ اليوم الأول لإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بدء العملية العسكرية في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، العملية التي تحولت في ما بعد إلى حرب طاحنة تقودها روسيا في الجارة الأوكرانية، يشدد بوتين على أن بلاده تقاتل “نازيين جدداً” من أجل إنقاذ الروس والأوكرانيين، معتبراً أن هؤلاء “شعب واحد”.
وبحسب تحليلات عدة، فإن الرئيس الروسي وعندما يتحدث عن “النازيين الجدد” فهو يشير إلى “مقاتلي آزوف”، هذه الكتيبة التي بدأت تبرز ليس فقط في أوكرانيا ولكن في العديد من دول العالم.
فمن هم النازيون الجدد؟ وأين يتواجدون؟
النازيون الجدد هي حركة متطرفة عنصرية سياسية ايديولوجية توصف ب “النازية” وتسمى أيضا بالفاشية الجديدة التي نشطت مؤخرا في الدول التي ينتمي غالبية سكانها من البشرة البيضاء في العالم وخاصة في أوروبا وتعرف هذه الحركة انها تتبع أهداف ومبادئ الحركة النازية.
يعتبر هذا المنهج الفكري في أوروبا وأمريكا وبعض دول العالم والذي يحمله جماعات ما يسمون بحليقي الرؤوس بمعاداة كل من هو ليس أبيض البشرة ويعيش في بلدانهم كالسود والآسيويين والساميين والشرق أوسطيين وأديان كاليهودية والإسلام بحجة أنهم مهددون بتغيير طبيعة مجتمعاتهم الذي قد يؤدي لانقراض مجتمع البيض، وانتشرت بدول كثيرة في أنحاء العالم.
في بعض البلدان الأوروبية وأمريكا اللاتينية، تحظر القوانين التعبير عن وجهات نظر مؤيدة للنازية أو العنصرية أو معادية للسامية أو كراهية المثلية. وكذلك تحظر الرموز المتعلقة بالنازيين في البلدان الأوروبية (وخاصة ألمانيا) في محاولة للحد من النازية الجديدة.
وتشكل المانيا منبع الفكر النازي حيث تتواجد هذه الجماعات من جميع فئات الشعب الألماني ومختلف الاعمار في بعض المدن ويتم دعم هذه الجماعات من بعض الأحزاب السياسية التي يوجد لها نفوذ في البرلمان الألماني ومنها الحزب الوطني الاشتراكي الذي يدعم النازية ويحرض على معاداة المهاجرين من الاتراك والعرب والافارقة والأسيويون وترحيلهم من ألمانيا، وقد امتدت هذه العنصرية بالنسبة لأوروبا الغربية حتى وصلت إلى النمسا، فنلندا، السويد، النرويج، الدنمارك، آيسلند، بلجيكا، هولندا، فرنسا.
ولكن كيف لبوتين أن يتحدث عن نازيوا أوكرانيا في الوقت الذي يتواجد هؤلاء في روسيا وبكثرة، ذلك أنه وفي روسيا يتم دعم هذه الجماعات بالمال والخطابات السرية من الدوما وبعض المسؤولين من الحكومة الروسية والبعض من نواب الكريملن للقضاء على الجاليات والأقليات في روسيا عن طريق بعض المرتزقة والعاطلين عن العمل والشباب وصغار السن والمسرحين من الخدمة العسكرية وخريجي السجون حتى أصبح عددهم في موسكو نصف مليون وأكثر ويتم تدريب هؤلاء على فنون القتال وحرب الشوارع والقتل والاستفزاز والترهيب، وقد حصدت وكالات الأنباء الروسية والعالمية العديد من الأفلام والصور البشعه لهذه الجرائم وبعضها تم عرضه على صفحات الإنترنت واليوتيوب حيث توضح مدى الكراهية الي يكنها ما يطلق عليهم ب «حليقي الرؤوس» الي الاقليات المتواجدة في روسيا عن طريق جرائم القتل والعنف والسرقات ضد الجاليات الشرق اوسطية والافارقة والآسيويون والسياح منهم حتى أصبحت شبه اعتيادية ويومية للشعب الروسي، واخرها فيديو يصور اختطاف اثنان من آسيا الوسطى يتم فيه قطع رأس واحد من الضحايا والآخر يتم قتله عن طريق إطلاق النار على رأسه.
وقد امتد هذا الفكر العنصري بالنسبة لأوروبا الشرقية عن طريق الأتحاد السوفيتي السابق أو المهاجرين الروس أو التأثر بالسياسات الخارجية والداخلية في الوقت الراهن حتى شملت روسيا البيضاء، استونيا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، أوكرانيا، صربيا، كرواتيا، بلغاريا، التشيك، سلوفاكيا، وحتى في إسرائيل.
ويعتبرون الغالبية العظمى بين حليقي الرؤوس في الدول الأوروبية الأخرى فترجع أسبابها في روسيا إلى الاعتقاد بسمو العرق السلافيني صقلب والتوازن الاقتصادى حيث تعتمد الحكومة الروسية أحيانا إلى العمالة الأجنبية والسماح إلى بعض الجنسيات الآسيوية والعربية وبعض دول أفريقيا الفقيرة الي الهجرة لكسب لقمة العيش مما يشكل غضبا عارما في وسط غالبية فئات الشعب الروسي لاعتقادهم بأن الاحقية لهذه الوظائف ترجع الي الشعب الروسي أولا ولا يحق لأي شخص كان أن يأخذ أي وظيفة بدلا من المواطن الروسي حيث قد يسبب هذا الموضوع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب الروسي وعدم استيعاب ميزانية الحكومة لصرف الأموال وانخفاض الرواتب ومن ثم الفقر.
وأيضا هناك الكثير منهم من يكن عداوة كبيرة إلى السياح الأجانب الذين يقصدون روسيا من أجل المتعة الجنسية أو بقصد الزواج حيث يحارب هؤلاء السياح فئة «حليقي الرؤوس» بغرض المال أو التسلية أو باعتقادهم أن الفتاة الروسية يجب أن لا تكون بضاعة رخيصة لكل من يقصد روسيا للجنس أو حتى الزواج لكي يحافظون على نسلهم الأبيض أولا والروسي ثانيا.
وأما البعض الآخر فلديه دوافع سياسية ومنها العداوة والكراهية ضد المسلمين بسبب حرب القوقاز بين روسيا والشيشان حيث انه الشيشان غالبيتهم من المسلمين الانفصاليين عن روسيا الذين يريدون استقلال مقاطعة الشيشان بدعم من المجاهدين المسلمين والقاعدة وبسبب هذه الحرب راح ضحيتها الكثير من الأرواح بين الطرفين.
مقاتلو ازوف
نشأت كتيبة آزوف في مايو/أيار 2014، وكانت عبارة عن منظمة شبه عسكرية تضم مجموعة من الشباب المتعصبين، وفي ما بعد بدأت الوحدة اليمينة المتطرفة تكتسب نفوذا واسعا في البلاد.
ظهرت أولا في مدينة ماريوبول على ساحل بحر آزوف. وتألفت عند نشأتها من مجموعة من مشجعي كرة القدم المتطرفين.
وخاضت هذه المجموعة أول تجربة قتالية لها، عندما خرجت لمحاربة الانفصاليين الموالين لروسيا بعد سيطرتهم على مدينة ماريوبول في يونيو/حزيران 2014، وتمكنت بعد اندلاع مواجهات عنيفة من استرجاع المدينة.
وفي 12 نوفمبر 2014، قامت أوكرانيا بدمج كتيبة آزوف في القوات النظامية المسلحة، ومنذ ذلك الحين أصبح جميع الأعضاء جنودًا متعاقدين يخدمون في الحرس الوطني. حتى باتت تشكل جزءا أساسيا من القوات العسكرية الأوكرانية، وتسعى لقيادة البلاد.
الكتيبة المتهمة بتبني أيديولوجية “النازيين الجدد” وخطاب كراهية وتدعو لتفوق العنصر الأبيض، تصف نفسها بأنها منظمة قومية متطرفة.
إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفي معرض رده على فلاديمير بوتين يقول: كيف يمكن لشعب فقد أكثر من 8 ملايين شخص في المعركة ضد النازية أن يدعم النازية؟.
وأضاف قائلا “كيف يمكنني أن أكون نازيا؟ اشرحوا ذلك لجدي الذي خاض الحرب بأكملها في مشاة الجيش السوفيتي، ومات عقيدا في أوكرانيا المستقلة”.ويصب تركيزها بشكل أساسي على الصراع الدائر والمستمر بين روسيا وأوكرانيا، وتسعى “لتحقيق استقلال الأمة وكرامتها”.
وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، انضم مئات الأشخاص الذين قدموا من مختلف الدول الأوروبية إلى كتيبة آزوف لقتال الجنود الروسيين.