هي قصة إبريق الزيت التي لا تنتهي فصولها، أزمة الكهرباء في لبنان تشتدُ يوماً بعد يوم حيث تشهد معظم المناطق اللبنانية انقطاعاً عن التيار الكهربائي منذ اكثر من شهر، وما يزيدُ الأمور صعوبةً ارتفاع اسعار النفط عالمياً مما أدى الى ارتفاع كبيرٍ في فواتير كهرباء الإشتراك، ما دفع الكثير من الشعب اللبناني الى قطع الإشتراكات والعيش بلا كهرباء .
على خطٍ موازٍ لا يزال وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض يقوم بإجراء لقاءات متابعةً لجلب الفيول من إيران “الغير مشروط ” بأي قرار، على عكس الغاز المصري الذي وُعدَ به اللبنانيون منذ أشهرٍ لكن دون جدوى بسبب الضغوطات الأمريكية التي ربطت موضوع استجرار الكهرباء من مصر بقانون قيصر الذي فرضته اميركا على لبنان وسوريا رغم اكتمال الإجراءات السياسية واللوجستية كافة.
مصدرٌ خاص اكد ان “الرئيس نجيب ميقاتي يتعاطى مع ملف هبة الفيول الإيراني بترو إن لم نقل باستخفاف نتيجة الضغوط الخارجية على لبنان اقتصاديًا وذلك لأسباب سياسية، وكان الرئيس ميقاتي قد تحدث أمام بعض الوزراء عن عملية قبول المساعدات والهبة الايرانية الغير مشروطة واصفاً العملية بالمربكة اتجاه بعض الدول العربية وغيرها.
ويتحضر وفدٌ لبناني فني لزيارة العاصمة الايرانية طهران كما أعلن الوزير وليد فياض، لمناقشة مواصفات الفيول والكمية التي يحتاجها لبنان، والتجهيز لوجستيًا لتأمين وصول الفيول الى لبنان. وكان السفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني قال بعد انتهاء اللقاء مع وزير الطاقة اللبناني ان بلاده مستعدة “أيضاً لمساعدة لبنان في كل ما يتعلق بقطاع الطاقة عموماً و بناء محطات إنتاج الكهرباء خصوصاً على المدى المتوسط وفق عقود الـ BOT وإصلاح شبكات التغذية”، لافتاً الى أن “هذه الهبة ستأخذ طريقها لخدمة كل الشعب اللبناني” وتمنى أن “تشكل بداية التعاون في المجالات كافة”.
و اجتمع وزير الطاقة وليد فياض مع رئيس الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال نجيب ميقاتي في 9 أيلول الجاري، بحضور المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، والمديرة العامة للنفط أورور فغالي، وجرى الحديث حول الزيارة الى ايران، و التقى بدوره مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وتواصلا معا هاتفيًا مع نائب رئيس الجمهورية الإيرانية في خطوة تؤكد أن المبادرة الإيرانية نالت موافقة سياسية من كل القيادات اللبنانية .
وفي المعلومات فإن بعض القوى السياسية اللبنانية لا تزال تسعى جاهدةً الى الوقوف كسدٍ منيعٍ في وجه الفيول الإيراني، والذريعة إن الفيول المعروض غير مطابق لمواصفات المعامل اللبنانية، وفيما تستمرُ هذه القوى المتآمرة مع الادارة الأمريكية من أجل الضغط اكثر على لبنان، أكد الوزير فيّاض أن “هذه المبادرة تكتسب أهمية استراتيجية لأنها ستوفر نقطة إنطلاق لتنفيذ خطة الكهرباء التي وضعتها الوزارة وحصلت على موافقة مجلس الوزراء وتلتها خطة الطوارئ، وهي تنطوي على زيادة ساعات التغذية تمهيدا لرفع التعرفة وتأمين التوازن المالي لمؤسسة كهرباء لبنان لكي تغطي احتياجاتها مستقبلا بنفسها، وفي الوقت نفسه تؤمن كهرباء للمواطنين بكلفة اقل من المولدات الخاصة ما يضع قطاع الطاقة على سكة التعافي والنهوض وبشكل مستدام”.
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد أطلق هذه المبادرة خلال مقابلته بمناسبة أربعين سنة على انطلاق حزب الله مؤكداً أنه “حاضر بأن يأتي بالفيول الايراني لمعامل الكهرباء اللبنانية شريطة أن تعلن الحكومة اللبنانية جهوزيتها لاستقبال هذا الفيول، لكي لا يصل ويبقى مقابل الشواطئ اللبنانية”، وعقب كلام الأمين العام السيد حسن نصر الله أكدّ الوزير فيّاض “إننا كوزارة طاقة نرحب بأي هبة تأتي من أي دولة صديقة في العالم”.
العرض الإيراني الذي سبقته عروض أخرى لم تنجز بسبب العقوبات الأمريكية على لبنان، سيكون جزءاً مهماً في حل الأزمة المستعصية فيما لو أنجز ، إضافة الى زيادة كمية الفيول العراقي، و التواصل مع الجزائر لأن ” معامل إنتاج الكهرباء بحاجة لكل ليتر فيول” حسب ما أوضح فيّاض.
في المحصلة تكتسبُ الهبة الإيرانية “أهميةً استراتيجية ” كما أكد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض فيما لو بدأ العمل بها، وتبقى العبرة في التطبيق والخواتيم…