يقبل اللبنانيون بشكل كبير على القيام بما يسمى حقن الـ FILLER AND BOTOX كحل رديف للعمليات التجميلية، هذا الاجراء لاقى رواجاً واستحسانا كبيرين في السنوات العشر الأخيرة وحقق شعبية واسعة لدى النساء والرجال على حد سواء وفي أجزاء مختلفة ولأغراض متنوعة قد تكون صحية بحتة. بحيث ان حقن البوتكس يستخدم كعلاج لبعض الامراض منها “كز او شد الاسنان” بعضها على بعض نتيجة الضغوطات، “الصداع النصفي” واوجاع الكتفين والرقبة.
الأوضاع الراهنة جعلت السوق ساحة لما يسمى بـ FAKE PRODUCTS شأن تجار ادوية الشنطة التي تدخل الى لبنان بلا حسيب او رقيب والتي لها تأثيرات سلبية على الجسم وقد تؤدي الى الوفاة.
وعلى مقلب تهريبي آخر، طال التهريب هذه المادة الى السوق السورية بفعل قانون “قيصر” الذي يمنع الشركات من توريد المنتوجات المستوردة الى سوريا، ليقلّص من إمكانية استيراد هذه السلع وبالتالي شحّها ولتنضم المستلزمات التجميلية الى قائمة تهريب المحروقات والقمح والمستلزمات الطبية وحتى ادوية امراض مستعصية الى الداخل السوري.
الساحة “مستباحة”
وما تجدر الإشارة اليه، هو ان الساحة باتت مستباحة والسوق اللبناني أمسى مليئا بالأنواع الـ FAKE ومنها الصيني والكوري المعروف بسماكته بأسعار زهيدة الا ان ضررها في جسم المحقون او الخاضع لهذه المادة له تأثيرات واضرار جسيمة.
طبيب التجميل رالف حواط أخبر “الديار” عن اضرار حقن هاتين المادتين ومدى الضرر الذي قد يلحق بالمريض، إضافة الى تهريبهما خارج لبنان، وعن الذين يمارسون هذه “الهواية” مع فقدانهم لصفة الاختصاص بدافع الكسب المادي. مفنّداً الامور بأسلوب علمي ومنطقي على الشكل التالي:
البوتكس “دواء”
اعتبر حواط ان البوتكس كان عبارة عن دواء وليس منتجا تجميليا، كما ان الوضع الراهن دفع بشريحة كبيرة من الناس التي تعاني من “الكز على الاسنان” او وجع “الصداع النصفي” او ما يسمى MIGRAINES لحقن هذه المادة كحل سريع وليس له اضراراً جانبية. وأضاف، هذه العملية كفيلة في حل المشاكل الصحية مع صفر عوارض جانبية فبدلا من تناول دواء MUSCEROL او ادوية مرخية للعضل يمكن حقن ابرتان من البوتكس. وأردف، انا ذات نفسي اخضع لهذا الاجراء.
وتابع حواط، يخاف الكثيرون من القيام بهذا الفعل والذي يعد آمناً مئة في المئة، وعلى العكس أولئك الذين يفرطون في تناول الادوية معرضون للإصابة في الكبد او الرئة كما يعد “البوتكس” فعّال أكثر من تلك الادوية لمثل هذه الحالات.
الأمور “فلتانة”
لفت حواط بالقول: بدايةً المنتج يجب ان يكون مسجّلا في وزارة الصحة، الا ان الوضع الراهن جعل من الأمور أكثر فلتانا فلا أمن او قانون او مراقبة للأنواع التي يتم إدخالها تهريبا وهي مغشوشة وغير خاضعة للترخيص. وأشار، يمكن التفريق ما بين النوعية الجيدة وتلك المغشوشة بحيث ان المنتجين ليسا نسخة طبق الأصل الا ان هذا الامر قد يكون صعب على المريض او الزبون العادي باعتباره ليس طبيبا او مختصّا لمعرفة الـ ORIGINAL من الـ FAKE.
واستكمل، يمكن معرفة المنتج الصحيح من خلال عدة أمور منها: الورقة الداخلية وحتى شكل الابرة وغيرها…
الـ FAKE وتأثيراته الجانبية
أرشد حواط بالقول، البوتكس إذا كان مضروباً يمكن ان يؤدي الى الاصابة بالحساسية فيتورم الوجه والأماكن التي تم الحقن فيها ومنها العيون التي قد “تهدل او تقشط”. من جهة أخرى يتم ايهام المريض ان هذا الامر طبيعي وإعطائه “الكورتيزون” وفي حالات محددة أشار حواط، انه يتم ادخال المريض الى المستشفى وقد يؤدي الى الوفاة.
وما يجدر الانتباه او التنبّه اليه، ان بعض الأشخاص الذين يحقنون أنواعا مغشوشة يبني جسمهم مناعة ضد المنتج الأصلي مشيرا الى الأنواع “الصينية” بحيث ان هؤلاء لم يعد يتفاعل البوتكس الجيد مع بشرتهم. وأضاف، البوتكس المغشوش ليس نظيفا ومخلوط بأشياء كثيرة كما انه بمثابة “سم” وبالتالي ما بين الـ الجيد والـ FAKE الجسم تصبح مناعته اقوى ضد المنتج الأصلي وأشار انه يمكن معرفة هذه الأنواع أيضا من الأسعار والاسماء.
“سرحانة والغش راعيها”
أرمز حواط بمثال عن زبونة اتته لحقن البوتكس بعد ان خضعت لنوع مغشوش، فبقيت لسنتين حتى استطاع جسمها التخلص من المادة الرديئة. واستتبع، الانكى ان أطباء معدة وفيزيائيين وغيرهم مما ليس لهم معرفة بهذا الاجراء يمارسونه في عيادتهم في ظل غياب الوزارات المعنية.
LOW QUALITY
صوّب حواط على الفيلر الصيني او الكوري او ما يسمى بالنوعية الرديئة بأنه يتميز “بالسماكة”. وتابع، ما لا يعرفه الناس ان هذه المادة تطورت كثيرا حتى اضحى انعم وارق ليعطي مظهرا طبيعيا للمحقون وهذا ما اكتشفه اثناء ضغطي على الابرة فالمادة أكثر سلاسة وليونة، ولفت الى ان المغشوش لا يذوب في الوجه ومرة بعد مرة وعلى تكرار هذه العملية بشكل دوري كل 6 او 8 أشهر يبدأ الوجه بالانتفاخ وهو ما يؤدي الى تغيير جذري في الملامح وعليه فتأثيرات هذه الأنواع سيئة بشكل اكبر مما يتصوره المريض او أي شخص سيقدم على هكذا أنواع، والنتائج قد لا تُحمد عقباها.
وأومأ الى أولئك الذين نشاهدهم لدى خروجنا الى الأماكن العامة ونجد “شفاها كالبطة” او وجناتين منتفختين وغيرها بالأغلب انهم استخدموا LOW GENERATIONS او الكوري ولم ينجح. مشيرا الى ان هذه الأنواع قد تؤدي بالمحقون الى التورم حتى من بعد 4 أشهر على الحقن.
RISK
ينصح حواط المرضى باللجوء الى العيادات المعروفة وذات السمعة الجيدة وهذا ما يقلل من احتمالية ان هذا الطبيب او الحاقن يستخدم موادا مضروبة. فالطبيب الذي يتحلى بضمير مهني لا يلجأ في عمله الى الشبهات بل على العكس يقلق على مهنته. ولفت حواط، الى أطباء من الفئة الأولى في لبنان يستخدمون منتجات ملوثة ويسعّرون بالليرة مشيرا الى الأنواع الجيدة يتراوح سعرها بالفرش دولار ما بين الـ 250 والـ 300 دولار فكيف بمنتج سعره 1500000 هذا يجعلنا نستنبط انه منتج غير سليم.
الإصابة بالسرطان
اعتبر حواط، انه ما زلنا نفتقد الى دراسات دقيقة تؤكد ارتباط الفيلر او البوتكس المغشوش بالإصابة بمرض السرطان، الا ان هذا لا يعني انه لن يحدث ومع الوقت سيتبين لنا وعلى المدى الطويل فلا دراسات في الوقت الراهن تثبت هذا الامر.
فيلر “بالكيلو”
وأشار، الى أنواع من الفيلر تباع بالـ 1CC او 1ML أي ما يقارب ربع ملعقة شاي صغيرة في لبنان يتم شراؤهم بالكيلو بحيث انه يوجد فتحة في الأعلى ويقوم المستخدم بسحب الكمية التي يريدها وحقن الناس وهذا ما يؤكد ان المنتج غير نظيف وغير خاضع للشروط الصحية المعتمدة وحتى التعقيمية او للنظافة والتبريد المطلوبين ما يضاعف احتمالية الإصابة بالتهابات قد تؤدي الى مضاعفات صحية كبيرة ومنها على سبيل المثال الإصابة بسرطان الوجه او ما شابه.
الحقن ليس “مزحة”
وضّح حواط، ان من يمارس هذه المهنة لا يحمل صفة طبيب او مختص في هذا المجال، والمح الى ان الشركات الكبيرة التي تحترم نفسها باعتبار ان منتجاتهم من الدرجة الأولى لا يبيعونها لغير أطباء متخصصين.
وأردف، الأشخاص الذين يمارسون هذا العمل كل ما لديهم من منتجات هي مغشوشة ولا تستند لأي معايير طبية. وارمز حواط إليهم بحسب الصفة المهنية، كأطباء الاسنان والمعالجين الفيزيائيين ولن اقول أخصائيين البشرة بل اتحدث عن مستوى اعلى وجميعهم يستخدمون الأنواع الصينية والكورية.
ودلّل حواط، ان هؤلاء ليس لديهم الخبرة اللازمة في حال تعرض مريضهم لأي مضاعفات وبالأخص فيما يختص بالفيلر ويعد أكبر خطورة لأنه بمثابة جل وقد يؤدي الى تسكير الشريان خاصة في منطقة الشفاه والانف وحذّر بالقول: الوقت قصير لإجراء ما يسمى EMERGENCY PROTOCOL في حال حدث خطأ وحرفيا تموت الشفة او يحدث ما يسمى بالعمى فالمسألة ليست مزحة.