تراجع دوي الصواريخ وهدير الطائرات الإسرائيلية بعد رد ««حزب الله» على اغتيال قائده العسكري الأرفع فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو الماضي.
وقال مصدر مقرب من «حزب الله» لـ «الأنباء» في تقييم لنتائج العملية التي شنها الحزب، وشارك فيها الكثير من قياداته على المستويات العسكرية والأمنية والسياسية، ان الحزب «خرج بارتياح لمسار عملية الرد، وهي أوجدت بنظره حالة ردع جديدة، ومنعت الجيش الإسرائيلي من التمادي في هجماته على غرار ما كان يمارسه في السابق، من استهداف للمدنيين من دون أي رادع أو حسابات لردة الفعل التي يمكن ان يواجهها».
في المقابل، ذكر مصدر محايد لـ «الأنباء» ان «المواجهة جاءت محدودة بمضمونها العسكري، سواء لكل من «الحزب» أو إسرائيل، وشكلت مخرجا لتجنب حرب واسعة، والتخلص من شبح مجهول آت بأقل خسائر ممكنة، مع الحرص على التصريح من قبل الطرفين على ان المواجهة الحقيقية مقبلة ولكن ليس في المدى القريب».
وأضاف المصدر المحايد: «أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع ردا محصورا بنتائجه بهذا المستوى على غرار ما حصل».
وبالعودة إلى «قواعد الاشتباك» فقد أكدت المقاومة انها مستمرة في إسناد جبهة غزة حتى يتم التوصل إلى اتفاق. غير انه في المقابل وحسب المصادر، فإن إسرائيل وتحت وطأة ضغط المستوطنين لن تسلم بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثامن من أكتوبر الماضي (تاريخ فتح حزب الله جبهة الإسناد) من دون تأمين ضمانات للوضع على الحدود. ضمانات قد لا تكون متوافرة من خلال القرار 1701، إذ يرفض المستوطنون العودة من دون ضمانات أمنية.
وعلى الرغم من كل الجدل حول القرار الدولي، فإن التجديد لقوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» سيتم غدا في مجلس الأمن الدولي من دون أي تعديل في بنوده، بعدما سقطت بعض المحاولات لإدخال تعديلات عليه.
وفي هذا الإطار، فإن قوات الأمم المتحدة إذ رحبت بتراجع العنف والعودة إلى «قواعد الاشتباك»، فقد حذرت في الوقت عينه «من الحسابات الخاطئة» على غرار ما حصل من صاروخ مجدل شمس وقصف الضاحية الجنوبية. واعتبرت ان تكرار مثل هذه الأخطاء وردة الفعل عليها، «قد تخرج عن السيطرة وتكون تداعياتها كارثية».
وفي معلومات خاصة بـ «الأنباء» ان عدد الذين سقطوا من «حزب الله» في المواجهات الميدانية مع الجيش الإسرائيلي بلغ 29 شخصا بينهم اثنان يوم الأحد الماضي. أما البقية (تخطى عددهم الـ 350) فتم استهدافهم بالاغتيال وغالبيتهم، عدا قياديي الصف الأول، سقط أثناء عمليات التبديل. وتم تعديل بصمة الصوت الخاصة بكل مقاتل. في حين ثبت بالدليل القاطع ان التعقب من الطائرات المغيرة من مسيرات وحربية يتم لأجهزة الهاتف الخليوي. وهذا ما تفاداه الاثنين مسؤول من «حماس» ترك هاتفه في سيارته التي استهدفت في صيدا، ومضى بعيدا عنها، قبل إصابتها بصاروخ من مسيرة. وقد عاين وفد من «الحزب» مكان الاستهداف في وقت لاحق.
كما كشفت مصادر عن رفع جاهزية التحذير للأفراد بوجود طائرات استطلاع ومسيرات في أمكنة قريبة، وخصوصا للمقاتلين الذين يتنقلون من تلقائهم. وتم التشديد على الالتزام بالتعليمات من الجهات المسؤولة عن تأمين حركة الميدان.
المصدر – الأنباء الكويتية