لم يعد مشهد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تبث عبر وسائل الاعلام ومحطات التلفزة، مشهدا مرغوبا خصوصا في موسم كأس العالم لكرة القدم الذي يتابعه ما تيسر لجزء من اللبنانيين عبر الاشتراكات او التطبيقات الالكترونية بعد ان حرم لبنان من مشاهدته بسبب “قصر يد الدولة والاشكالات الدستورية” التي تحدث عنها رئيس الحكومة ووزير الاعلام.
جلسة الامس اكدت المؤكد فالمشهد المتكرر لسابقاتها اصبح مشهدا ممجوجا وممّلا، ولم تعد تنفع المشاغبات والمداخلات النيابية في رفع رصيد مشاهدة ومتابعة مثل هذه الجلسات.
وبات مؤكدا ايضا ان لعبة عدّ الاصوات سقطت منذ الجلسة الثانية فكيف يمكن الاستمرار في ظل الانقسام الحاصل داخل مجلس النواب.
وحده المرشح ميشال معوض بقي يتابع العدّ واحتساب الاصوات مراهنا على زيادة رصيده. لكن ذلك لم يحصل في جلسة الامس فتراجع رقمه من 43 الى 42 صوتا رغم اعلان النائب التغييري مارك ضو الانضمام الى التصويت لمصلحته وزميلته نجاة صليبا التي غابت عن الجلسة بعذر.
وحاول معوض بعد الجلسة تبرير استمرار رهانه هذا، فكرر القول ان رصيده ارتفع ولم ينزل وبسبب الاطالة والاسهاب اضطر النائب جورج عدوان الى العدول عن التصريح بعد ان انتظر لفترة ربع ساعة وغادر المجلس.
وفي الجلسة السابعة لانتخاب الرئيس امس افسح الرئيس بري للنواب الكلام بالنظام، لكنه لم يسمح باستغلالها للاستمرار في المشاغبة والتشويش او المشاكسة وختم الجلسة بعد تلاوة محضرها، معلنا ان الجلسة المقبلة يوم الخميس في 1 كانون الاول.
وفي الدورة الاولى من عملية الاقتراع بلغ عدد الاوراق البيضاء 50 صوتا، ونال معوض 42، و8 للبنان الجديد، و6 لعصام خليفة، و2 لزياد بارود، وصوت واحد لبدري ضاهر الموقوف في جريمة انفجار المرفأ، وورقة ملغاة كتب عليها اسم الرئيس اليساري التشيلي الراحل سلفادور الليندي الذي اغتيل اثناء الانقلاب العسكري الذي نفذه اوغيستو بينوشيه المدعوم في ذلك الحين من الادارة الاميركية.
وعلى عكس الجلستين السابقتين لم يجدد النائب سامي الجميل اثارة موضوع نصاب الجلسة وتفسير المادة 49 من الدستور، واكتفى بالتصويت لمعوض دون ان يشارك في اي مداخلة خلال الجلسة.
اما تكتل نواب التغيير فبقي قسم منه يصوت لعصام خليفة، بينما خرج علنا عن هذا المسار النواب مارك ضو، ووضاح صادق، ونجاة صليبا الذين صوتوا لمعوض. اما النائب ميشال دويهي الذي كان اعلن سابقا خروجه من التكتل فحرص على التأكيد انه لم يغادر التكتل المذكور للدخول في تكتل آخر.
وطرحت اجواء جلسة الامس السؤال حول مصير الجلسة المقبلة، لا سيما بعد ان تأكد سقوط الرهان على رفع رصيد معوض واستحالة حصول فريق على الاكثرية المطلقة في الدورة الثانية اولا بسبب عدم القدرة على الاستمرار في تأمين نصاب الثلثين للجلسة، وثانيا بسبب عدم تمكن اي طرف من جمع الاكثرية المطلقة اكان عند المعارضة ام عند 8 آذار، بسبب موقف التيار الوطني الحر ورئيسه المعارض لفرنجيه.
وللمرة السابعة بات مؤكدا ان غياب التوافق لن ينتج رئيسا للبلاد، وان هذا التوافق او التفاهم يفترض ان يكون داخليا مدعوما او مدعما بجرعة خارجية.
والى حين نضوج هذا الامر، صار من الافضل عدم تكرار مشهد الجلسات السبع لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما جعل بعض النواب يطلب عدم عقدها اسبوعيا اذا لم تتغير الظروف باتجاه التفاهم والتوافق.
الجلسة
- لم يتأخر الرئيس نبيه بري بعد افتتاحه الجلسة في الاعلان عن توزيع الاوراق للمباشرة في عملية الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية.
- واستفسر نائب رئيس المجلس الياس ابو صعب عن المادة 12 من النظام الداخلي وما اذا كانت عبارة “لبنان الجديد” تعتبر ورقة ملغاة ام لا.
- وردّ الرئيس بري: لا، ليست ملغاة.
- وتكلم النائب سجيع عطية عن اجواء الجلسات المتكررة قائلا “صرنا عم نستهلك حالنا، والشعب عم بيسبنا، والوضع لا يحتمل” واقترح تشكيل لجنة نيابية برئاسة الرئيس بري لاجراء حوار حول الاستحقاق الرئاسي.
- واثار النائب اديب عبد المسيح ما وصفه بانه تعرض للتهديد بالقتل وتهديد السلم الاهلي من خلال ما سمعه في تظاهرة المودعين الذين قالوا له “ضروري ترجعولنا مصرياتنا والا بيصير دم بالبلد”.
- وخلال فرز اوراق التصويت قالت النائبة بولا يعقوبيان ان هناك ورقة على الارض مكتوبا عليها اسم النائب معوض.
- ورد بو صعب: كل ورقة خارج الصندوق لا تحتسب اصلا.
- وهنا اوضح النائب بلال حشيمي ان هذه الورقة سقطت منه ولقد كتب على ورقة اخرى وشارك في الاقتراع.
ونتيجة الفرز اعلن الرئيس بري النتيجة على الشكل الاتي: 40 لمعوض، 52 ورقة بيضاء، 8 للبنان الجديد، 6 لعصام خليفة، اثنان لزياد بارود، صوت لبدري ضاهر، وورقة ملغاة.
- وبعد تدخل عدد من النواب جرى تصحيح النتيجة على الشكل الآتي: 42 لمعوض، 50 ورقة بيضاء، 8 للبنان الجديد، 6 لخليفة، 2 لبارود، صوت واحد لبدري ضاهر، وورقة ملغاة.
- وطالب النائب فراس حمدان بعدّ النواب بعد ان ختم الرئيس بري الجلسة وبعد فقدان النصاب.
- وجرى تعداد انواب في القاعة وتبين ان العدد دون الثلثين وبلغ 73 نائبا.
- وفي المرة الثانية بعد دقيقة بلغ 70 نائبا.
مواقف نيابية
- وكالعادة سجلت سلسلة من التصريحات قبل وبعد الجلسة، وشدد النائب علي حسن خليل على وجوب الحوار بين النواب للتوافق على انتخاب الرئيس الجديد، وقال “المهم اليوم هو التركيز على النقطة الاساسية التي هي البحث عن صيغة للتفاهم لكسر حالة الانسداد والجمود”.
- واكد النائب علي عمار ايضا على الحوار والتوافق، وقال من الضروري الاسراع في الحوار داخل كل فريق وبين الافرقاء ونحن ما زلنا نفضل ان يكون الوفاق سيد القصر.
وردا على سؤال قال ان قائد الجيش العماد جوزاف عون “قدم نموذجا طيبا في ادارته للمؤسسة العسكرية واستطاع من خلال قيادة الجيش ان يحمي السلم الاهلي، ولكن هذا الامر ليس له ربط بالاستحقاق الرئاسي، ولا اقول ليس مرشحا بل ليس له ربط”.
- وقال نائب رئيس المجلس الياس بو صعب انه جدد التصويت لزياد بارود، لافتا الى انه “كان لدى مجموعة من النواب مبادرة وفيها سلة اسماء، وانا اخترت اسما منها الا انهم تخلوا عنها ولم يلتزموا بها”.
- ورأى النائب ميشال معوض ان رصيده زاد ولم ينقص مستعينا باعلان النائب مارك ضو باسمه وباسم زميلته نجاة صليبا تأييده. ودعا الى وحدة المعارضة قائلا على المعارضة ان تبني جسورا فيما بينها لان الخلافات تؤدي الى التشتت ولكيلا نصل الى رئيس رمادي تسووي يجب الحصول على اكثرية مع اجتماع قوى المعارضة، ولاحقا نخوض معركة النصاب”.