الأنباء الكويتية – عمر حبنجر
أحيا رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري الذكرى الـ 17 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، حيث حضر محاطا بعمته النائبة بهية الحريري وعمه شفيق وشقيقته جومانا وصديقة العائلة نايلة جبران تويني رئيس تحرير جريدة «النهار».
وبعد تلاوة الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد وأضرحة مرافقيه الذين دفنوا إلى جوار ضريحه، كان الانتقال إلى ساحة الانفجار حيث نصب الراحل والشعلة التي تمت إضاءتها في تمام ساعة التفجير.
ما لم يقله الحريري عن البيت المتصدع سياسيا كشف عنه النائب السابق باسم السبع في رسالة إلى الشهيد رفيق الحريري، يخبره بأن البلاد بمن فيها وقعت في حفرة «السان جورج» واستدرجها قادتها وأحزابها وطوائفها ومصارفها إلى حقول الكيدية والانتقام والفساد والتعطيل، واستفحل الإنكار حتى انفجرت، الغضب الرابض في الصدور.
وبحسب السبع، فإن البلاد ليست بخير، وكذلك سعد الحريري الذي كان مكلفا بمهمة انتحارية، أما بهاء الحريري فهو ماهر في الإساءة إلى والده وإلى نفسه، وطموحه محصور بالاستيلاء على الملك السياسي لشقيقه، وخلص إلى رهان سابق بأن أبناء رفيق الحريري لن يغيروا بأنفسهم وبتاريخ والدهم مهما بلغت حدود الخلافات الخاصة، لكن رهانه لن يعش طويلا.ad
وكان الحريري الذي وصل إلى بيروت فجر أول من أمس والتقى قيادات تيار المستقبل، وأكد لهم موقفه بتعليق المشاركة في الحياة السياسية، ناصحا الرئيس فؤاد السنيورة والآخرين بعدم التحمس لخوض انتخابات لن تغير شيئا في الوضع، لكن أبلغ نواب التيار انه لن يمنع أحدا من الترشح باسمه الشخصي، ومن دون أي دعم منه أو من التيار.
وقبل ان يغادر إلى الإمارات، عقد الحريري لقاء مع رؤساء الحكومات في بيت الوسط.
وسبق وصول الحريري إلى الضريح تقاطر شخصيات لتلاوة الفاتحة أو لوضع الأكاليل، وبينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي حضر برفقة الرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ترافقه زوجته ونجله أصلان وكريمته داليا، كما حضر نجله تيمور مع نواب اللقاء الديموقراطي مروان حماده وأكرم شهيب ووائل أبوفاعور، والوزيران بسام مولوي وفراس أبيض ونواب كتلة المستقبل، وجماهير من طرابلس وعكار وصيدا والشوف.
وغرد ميقاتي عبر تويتر قائلا «ستبقى ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري محطة مضيئة في تاريخ هذا الوطن، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها في كل المجالات وشكلت علامة فارقة لا يمحوها الغياب أو يخمد وهجها».
أما وليد جنبلاط فقد اكتفى بعد مغادرته الضريح بقوله: «كُتِبَ علينا أن نقرأ الفاتحة في المختارة وبيروت في ساحة الشهداء من كل عام. كُتِبَ علينا أن نصبر وكُتِبَ علينا أن نصمد وسنصمد».
بدوره، غرد رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع معتبرا اغتيال الرئيس رفيق الحريري محاولة لاغتيال مشروع سياسي لبناني جسده الرئيس الشهيد بشبكة علاقاته الواسعة، التي أعادت ربط لبنان بعواصم القرار، متهما محور الممانعة باغتياله لتدمير مشروع قيام الدولة.
وحيا مفتي لبنان السابق الشيخ محمد رشيد قباني، رجل الإعمار والتعليم الذي يفتقده لبنان.
سياسيا، قرر ثنائي أمل وحزب الله وقف التصعيد على محور الموازنة العامة، مسلما بإقرارها في مجلس الوزراء، ومتوعدا بقصقصتها في مجلس النواب، أو على محور التعيينات التي وعد باستجابة طلب تعيين نائب للمدير العام لأمن الدولة الشاغر، إنما سجل الثنائي عتبه على الرئيس ميقاتي عبر المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل) اللذين زارا ميقاتي في منزله بسبب الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وإدراج بنود إضافية على جدول الأعمال.
ومعنى ذلك ان جلسة مجلس الوزراء المقررة عصر اليوم في القصر الجمهوري ستمر بسلام، بعدما أحيلت الموازنة إلى مجلس النواب لتنام في اللجان الوزارية إلى ما بعد الانتخابات إذا حصلت.
وفي موازاة النقاشات المالية لخطة التعافي الاقتصادي، بدأ الحديث جديا في إبعاد رياض سلامة عن حاكمية مصرف لبنان المركزي، وتقول صحيفة «نداء الوطن» ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي كان وضع خطا احمر تحت اسم سلامة، سحب هذا الخط، ووافق رئيس الجمهورية ميشال عون على «تطيير» الحاكم، مقترحا بديلا له، وزير المال السابق والمسؤول الحالي في البنك الدولي، وهو من شمال لبنان، لكن الرئيس عون لم يوافق، حيث بدا انه يسعى لتعيين حاكم بطانة التيار الحر، لتغطية ما أفسدته المنظومة السياسية القائمة.
وتقول المصادر المتابعة ان التخلي عن سلامة، اقترن بإشارة فرنسية إلى ميقاتي بعدم ربط مصير رئاسته للحكومة ببقاء أو رحيل حاكم البنك المركزي، كما سبق ان حدد، ولم تستبعد هذه المصادر ان تكون إطاحة سلامة جزءا من صفقة هوكشتاين، مع هذه المنظومة، على اعتبار ان الاعتقاد السائد في بيروت، ان سلامة هو رجل وزارة الخزانة الأميركية في بيروت!
ويراعي العاملون على إخراج سلامة من اللعبة التي دمرت مقومات الاقتصاد اللبناني، ان يكون خروجه آمنا، أي دون ملاحقات قضائية، كونه بئر أسرار الملفات المصرفية والهندسات المالية، التي تطال معظم أطراف المنظومة.
في غضون ذلك، غادر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بيروت متوجها إلى روما في زيارة تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، للمشاركة في المؤتمر السنوي للكرادلة ويتوقع أن يلتقي البابا فرنسيس وكبار المسؤولين لدى الكرسي البابوي.