أوقفت معظم القوى السياسية محرّكاتها مع بدء فترة الأعياد، وعلّقت نشاطها السياسي المرتبط برئاسة الجمهورية ورئاسة الأركان في الجيش وغيرها من الملفات، على أن تستأنف العمل بعد عيد رأس السنة، باستثناء الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي واصل حركته على أكثر من خط، يقيناً منه أنّ القضايا الوطنية لا تحتمل التأجيل وتعريض البلاد والمواطنين لمخاطر عدّة.
انطلاقاً من هذه الثابتة، زار وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط بنشعي، حيث التقى رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية، وتوافق الطرفان على ضرورة السعي للحفاظ على المؤسسة العسكرية، والتأكيد على أهمية التواصل انطلاقاً من العلاقة التاريخية بين المختارة وبنشعي، على الرغم من التباينات والاختلاف في الرأي.
التواصل بين الجانبين هو الثاني بغضون أسابيع قليلة، الأول كانت قبل التمديد لقائد الجيش، وتوافق الطرفان حينها على أهمية السير بذلك الخيار، وتم تمرير القانون في مجلس النواب بالتعاون مع أطراف أخرى، وقد يكون نجاح التعاون الأول هو الدافع الأساس لإطلاق التواصل الثاني، خصوصاً وأن للطرفين وجهات نظر متقاربة في ما يتعلّق بالجيش وأهمية المحافظة على هيبته، كما على باقي مؤسسات الدولة.
مصادر متابعة للاجتماع اشارت الى ان “اللقاء انطلق من قاعدة أساسية، وهي الحوار والتواصل، وملف الجيش يحتل أهمية لدى بنشعي والمختارة، لذلك كان الاجتماع والتشديد على أهمية الاستمرار في التواصل لما فيه مصلحة للبلد وللمؤسسة العسكرية الواجب الحفاظ عليها”.
وعُلم أنه رغم التمايز في الموقف السياسي وأحياناً التباينات والتفاصيل التي تحتاج إلى المزيد من البحث، لكن الطرفين أكّدا على استمرار الحوار لإنجاز ملف رئاسة الأركان، خصوصاً وأنّه يحتاج إلى مروحة توافق واسعة، وآلية إنجاز مختلفة عن تلك المرتبطة بقيادة الجيش، لأن الملف يحتاج لمجلس وزراء وليس مجلس نواب.
إلى ذلك، استمر العدوان الإسرائيلي على الجنوب وارتفعت حدّته، وقد قصف الطيران الإسرائيلي مناطق متعدّدة، منها ما هو خارج نطاق القرار 1701 كبلدة جبشيت، ما أدّى إلى وقوع إصابات، في حين واصل “حزب الله” استهداف المواقع الإسرائيلية وقد أعلن عن شن سلسلة عمليات ضد الاحتلال.
وفي غزّة، يواصل العدو الإسرائيلي ارتكاب جرائمه ضد الإنسانية، ويواصل عدّاد الشهداء الارتفاع على أثر حجم العنف الذي ترتكبه إسرائيل. وفي جديد الممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر فيه التنكيل بعدد من الفلسطينيين، بينهم شيوخ، وإرغامهم على خلع ملابسهم، وذلك على مرأى المجتمع الدولي الصامت.
واذ يبقى محلياً الهدف هو حماية المؤسسات تحسبًا لما هو آت، فإن الملف الأساسي قد يكون رئاسة الأركان، ومن المفترض أن توضع الطبخة على نارٍ حامية بعد انتهاء عطلة الأعياد، ومن المرتقب أن يشهد الملف تجاذبات سياسية، خصوصاً لجهة التيار الوطني الحر الذي قد يسعى إلى خربطة ما يحصل، رداً على تمرير التمديد لقائد الجيش دون موافقته.