بعد تبذير كلّ أموال مواطنيه على الدعم غير المجدي، من دون وضع خطط تنمي الاقتصاد والصناعة ما يمنع استنزاف العملات الصعبة وإخراجها من البلد من دون عودة، لم تعد قدرة لبنان على دعم احتياجات مواطنيه بالعملة الأجنبية، التي باتت نادرة جدّاً، تكفي لتغطية الحاجات الأساسية لجميع اللبنانيين، ومن ضمنها الأدوية بمختلف أصنافها، لا سيما لمعالجة الأمراض المزمنة والمستعصية التي لا يمكن الاستغناء عنها، الأمر الذي يضع المرضى تحت ضغط نفسي لا يتوقف عند تأمين كلفة العلاج بل يمتدّ إلى القدرة على إيجاد الأدوية من الاساس.
آخر فصول مسلسل انقطاع الأدوية برز اليوم بعد أن أطلقت المستشفيات صفارة الإنذار، فنبّهت من خطورة عدم تسليم الشركات المستوردة أدوية البنج الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، وتحديداً أدوية: bupivacaine, trachrium nimbex, esmeron، في حين أن المخزون منها نفد في عدد كبير من المستشفيات أما تلك التي لا يزال لديها هذه الأدوية فبالكاد تكفي لأيام قليلة لإجراء العمليات الطارئة.
نقيب مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات كريم جبارة يوضح لـ “المركزية” حقيقة ما يحصل، كاشفاً ان “سبب عدم التسليم هو نفاد المخزون تقريباً لدى العديد من الشركات، والكثير من عيارات أدوية البنج هذه مقطوعة”.
أما سبب الانقطاع فمشترك مع سائر الأدوية الأخرى، إذ يشير جبارة إلى أن “مشكلة أدوية البنج هي نفسها مشكلة اي دواء آخر لا يجده المريض، إن كانت أدوية لمعالجة الأمراض السرطانية أو المزمنة أو غيرها، السبب أنها كلّها مدعومة في حين أن لبنان لا يؤمّن العملات الأجنبية لشراء كميات كافية من الأدوية لتغطية الحاجة المحلية، لذلك الشح في الأسواق لا يزال قائما”.
ويختم “على لبنان تأمين العملات الأجنبية لدعم احتياجات مرضاه والمسؤولية مشتركة بين كلّ الجهات المعنية للتوصل إلى حلّ للموضوع”.