الشعبية … في مهب الريح
تشهد الساحة السياسية في لبنان حالة فوضى، لا سيما الساحة المسيحية عموما والكسروانية خصوصا جوجلة وخلط أوراق، فالانتخابات النيابية المقبلة في أيار 2022 ان لم تكن مؤجلة فهي بطبيعة الحال لن تكون كالتي هي عليه حاليا لأنها ستحدد حجم كل فريق وما سيترتب عليه من اعمال وأيضا “بروباغندا” في المرحلة المقبلة والتي باتت غير بعيدة.
ومن هنا فان المجتمعات المدنية والمجتمع الدولي والقوى المعارضة تدفع باتجاه عدم تأجيل الانتخابات وها قد دخلت البلاد في فلك الانتخابات وعليه فان الرهان يبقى على الإطاحة بالأكثرية الحاكمة والتي هي “بقيادة حزب الله” والعهد القوي ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على مقلب آخر، العميد المتقاعد والصهر الثاني لرئيس الجمهورية انتشل نفسه من الغرق في غياهب العهد القوي الذي هوى سريعا باتجاه جهنم وهو الذي خاض الانتخابات في سنة 2008 وعلى لائحة التيار في كسروان-جبيل.
ولكن؟
كل التخبيصات التي قام بها جبران وحلفائه جعلا روكز يتحرر من قيود العونية وعليه نشب الخلاف داخل عائلة عون من قبل شامل روكز الذي كان يحارب من اجل عمه وجاء اتهام روكز لباسيل بالعمل على اسقاطه والان يشعر روكز بأنه تحرر من عمه وصهره “المدلل” ليعود ويترشح منفردا.
فهل هذا الترشيح خطوة جديدة؟ وهل ستكون سهلة ومرحبا بها شعبيا؟ ام ان الصعوبات ستكون من مختلف التيارات السياسية! لا سيما ان روكز ما زال على موجته التصاعدية ضد العهد وكل من هم في محيط رئيس الجمهورية وبالتأكيد المقصود بطريقة مباشرة ضد “جبران باسيل “رئيس التيار الوطني الحر والحليف لحزب الله!
هل ينقل ترشحه نكاية!!
ولكن، في خضم هذه الحرب الشرسة، هل من الممكن ان ينقل روكز ترشحه الى الشمال وتحديدا الى مسقط رأسه البترون وبالتالي مسقط رأس جبران باسيل!! الامر بالنسبة لشامل روكز غير وارد وعليه فقد اشارت معلومات صحافية الى ان روكز لن ينقل ترشحه الى الدائرة الثالثة أي البترون، بل هو بدأ في كسروان وسيكمل فيها كما ان هناك مصادر تقول بأن العميد المتقاعد شامل روكز هو بصدد إطلاق تياره السياسي المكون من كبار العسكريين المتقاعدين والمدنيين والذين هم بأغلبيتهم كانوا قياديين في “التيار الوطني الحر” فهل سينجح شامل روكز بخلق حزب سياسي ضمن رؤية جديدة انطلاقتها تكون امام نهاية ” التيار الوطني الحر” ؟!
على اية حال لا بد من الإشارة ان الفترة الأخيرة التي نقلت لبنان من الضوء الى العتمة على كافة المستويات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والسياسية فان التيار الوطني الحر شهد وسيشهد تصدعات أدت وستؤدي الى مغادرة الكثير من الكوادر التي كانت تنتمي اليه وبالتالي سيكون شامل روكز جسر عبور لهؤلاء ، وقد ذكرت مصادر صحافية ان احد نواب جبل لبنان الجنوبي وآخرين من جبل لبنان الشمالي بتركهم ” التيار” وعليه فان روكز على قدم وساق في وضع لمساته الأخيرة لإطلاق تياره الجديد، كما وان شامل روكز يعمل على رص الصفوف قبل الخوض في حركته الاعتراضية وبالتأكيد يعمل روكز على ان يضم حزبه قادة ومنتسبين من كافة المناطق والتوجهات الطائفية.
بقلم ندي عبدالرزاق