الاتفاق السعودي – الايراني لا يزال بأحرفه الأولى… وطرح “المقايضة” الفرنسيّة يُغضب المملكة!

Share to:

الديار: جويل بو يونس

على الرغم من التحليلات التي كثرت في الآونة الاخيرة، والتعويل على انعكاسات قريبة للزلزال السعودي – الايراني على لبنان، فحتى اللحظة يؤكد مصدر رفيع ومطلع على جو المناخات الخارجية، ان لا شيء يشير الى أن الاتفاق السعودي – الايراني الذي تم برعاية صينية سيكون له مفاعيل تظهر قريبا في لبنان، ويضيف: اليمن هو الاساس بالنسبة للطرفين، ولبنان ليس على الاجندة اقله راهنا”.

وانطلاقا مما تقدم، يبدو ان كل الحراك الرئاسي، والاتصالات الجارية بعيدا عن الاعلام، وكذلك اللقاءات التي تعقد سواء في الداخل او الخارج، لا تزال تراوح مكانها بانتظار تبدل ما يطرأ إما في صفوف الثنائي وهذا غير متوافر حتى الساعة، وإما لدى الاطراف المسيحية وفي مقدمها “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، وهذا لا يزال غائبا حتى الساعة.

فعلى الرغم من “صلاة بكركي” المتوقعة في 5 نيسان المقبل، والتي ستجمع النواب المسيحيين الذين اكدوا بغالبيتهم المشاركة، فاللائحة الفضفاضة التي يحكى عنها، والتي يقال انها نتاج حراك المطران ابو نجم المكلف من البطريرك الراعي، لا تعدو كونها لائحة أسماء مبعثرة، ولا اتفاق يجمع المسيحيين على اسم واحد من ضمنها.

فبحسب المعلومات، لا تزال “القوات” تتمسك اما بقائد الجيش او ميشال معوض او صلاح حنين، فيما “التيار” لا يزال على موقفه الرافض لقائد الجيش وكذلك لفرنجية، والمؤيد لبعض الاسماء الوسطية من هنا او هناك، سواء كان زياد بارود او السفير الخازن او جهاد ازعور الذي يبدو أنه الوحيد الذي يقود حراكا جديا، ولو ان معلومات “الديار” نقلا عن مصدر مطلع على جو حزب الله تنفي ما حكي عن ان ازعور التقى مسؤولين في حزب الله، وتؤكد ان التواصل غير مقطوع ولكن لا لقاء مباشرا حصل .

على اي حال، فالجميع ينتظر ويترقب تغييرا يلوح اولا من الخارج، وسط معلومات تفيد بان السعودية لا تزال على موقفها الرافض لسليمان فرنجية عن طريق الحديث عن مواصفات محددة، وفي هذا السياق تكشف اوساط متابعة للملف الرئاسي، ان فرنسا اخطأت بالخروج بمعادلة المقايضة وطرحها على المعنيين من دون التنسيق مع السعودي، ما دفع المملكة الى التصلب اكثر فاكثر لجهة رفض المقايضة التي طرحتها فرنسا بين سليمان فرنجية ونواف سلام.

وتشير الاوساط الى أن الدور الفرنسي يبدو أنه تراجع في لبنان وكذلك في المنطقة، لا سيما بعد عملية التقارب الجارية بين الأطراف الإقليمية كافةً، وسط تعاظم الدور الصيني، علما ان المعلومات تفيد بانه قبيل الاتفاق السعودي – الايراني باسابيع قليلة، كانت السفيرة الفرنسية آن غريو قد جمعت تكتل “الاعتدال الوطني” في قصر الصنوبر متطرقة الى ملف الاستحقاق الرئاسي، حيث تكشف مصادر مطلعة على جو الاجتماع لـ “الديار” أن السفيرة الفرنسية بادرت المجتمعين بالقول ان هناك مرشحين رئاسيين في لبنان، غامزة من قناة كل من سليمان فرنجية وقائد الجيش من دون ان تسميهما، وقالت ما مفاده : هناك مرشحان فاختاروا بينهما ونحن نسير بالخيار الذي يريده اللبنانيون. لكن اللافت انّ غريو التي لم تسمّ المرشحين فرنجية وعون بالاسم، وتقصّدت الحديث عن رئاسة الحكومة وعن جمع الملفين، بما يعني مقايضة بين رئيس جمهورية من 8 آذار مقابل رئيس حكومة من 14 آذار، وهي سمّت السفير نواف سلام بالاسم، قبل أن يقاطعها أحد النواب الحاضرين بالسؤال عن نجيب ميقاتي، لا سيما ان فرنسا كانت تدعم بقوة عودته الى رئاسة الحكومة، الا ان الرد الفرنسي على سؤال النائب اتى على قاعدة : نريد دما جديدا. مع الاشارة الى ان نواب التكتل لم يعطوا اي كلمة حاسمة باتجاه معين.

هذه المقايضة التي عملت فرنسا على تسويقها في الداخل كما الخارج، يبدو انها اصطدمت بالخارج لا سيما بالطرف السعودي، علما ان بعض اجواء الداخل اللبناني لم تكن رافضة لهكذا معادلة، خصوصا ان حزب الله كان ابلغ الفرنسيين بانه يقبل  مقايضة كهذه، على الرغم من تحفظاته الكثيرة عن اسم نواف سلام.

وفيما تؤكد أوساط متابعة ان الاتفاق السعودي – الايراني لا يزال بأحرفه الاولى، ويجب علينا انتظار جلوس وزير خارجية ايران مع نظيره السعودي تمهيدا للقاء الرئيسين، وما قد ينتج من هكذا لقاء، واضح ان لا خرق رئاسيا بعد لا في الخارج ولا الداخل.

وفي اطار الحديث عن الداخل اللبناني، وفيما يعوّل كثيرون على تبدل في موقف رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط من رافض لفرنجية الى احتمال السير به، فمصدر بارز مطلع على جو جنبلاط يؤكد لـ “الديار” ان “الاشتراكي” على موقفه، وهو لا يريد رئيس تحد لاي طرف.

وفي هذا الاطار، يشير مصدر متابع الى ان ما يقوله جنبلاط في بعض مجالسه او حتى ما يُسمعه الى المعنيين بالملف الرئاسي، والذي قد يكون حجة، بحسب المصدر، هو انه نزولا عند رغبة ابنه تيمور يجب ان ينصب العمل على الاتيان برئيس وسطي، وجنيلاط يردد: هذا ما يريده الجيل الجديد، في اشارة الى ابنه تيمور. ويتابع المصدر بالقول: جنبلاط يرقص على الموسيقى السعودية ويخشى الدخول بما لا يحظى بالمباركة السعودية، والتي يبدو انها بعيدة المنال لدعم ترشيح فرنجية، لذا فهو على موقفه: “مش ماشي” بفرنجية!

Exit mobile version