أهلا بكم في لبنان… جنة على الأرض… جنة بلا ماء ولا كهرباء ويجتاحها الغلاء… وللأسف الشديد يتم فيها احتكار الدواء في السوق السوداء!
ما سنرويه لكم اليوم هو قصة حقيقية حصلت في كفرصارون – الكورة، حيث أعلن مستوصف “جمعية الارز الطبية” المرخّصة عن تسليم دواء Ivermectin مجانا لكل شخص بحاجة له في حال اصابته الشديدة بكورونا وحيازته على ورقة طبية تحدد عدد الجرعات التي يحتاجها المريض.
هذه المبادرة التي دعمها وأطلقها أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم جوبهت بمداهمة على المستوصف من قبل دورية من دائرة التفتيش في وزارة الصحة، التي توجهت الى المكان بحجة وجود مخالفة على أن تصادر كمية الدواء الموجودة، الا أن المحاولة باءت بالفشل لسببين، الأول أن كمية الدواء كانت قد نفذت تقريبا ولم يبق منها الّا حبتين، والثاني هو تأكد المفتش، “الذي تعامل بكل احترام” وفق كرم، من عدم وجود أي مخالفة وهو الأمر الذي كتبه في تقريره.
“مستمرون بهذا العمل ولا شيء سيوقفنا”، هذا ما أكده كرم في حديثه لموقع vdlnews، موضحا أساس خطوته الذي استند عليه لينطلق بالعمل.
وقال كرم: “سمعت مؤخرا بدواء Ivermectin وبفعاليته، وقرأنا الكثير من الدراسات والتحليلات عنه، وعدد كبير من الأطباء يصفونه لمرضى كورونا، هذا الأمر دفعني للدخول في القصة خصوصا بعد أن علمت بأنه يباع في السوق السوداء بحوالي الـ400 ألف ليرة لكل جرعة في حين أن سعره الحقيقي هو 200 ليرة تقريبا”.
وشدد كرم على أنه “لن ندخل في مدى فعالية الدواء، خصوصا وأن الدراسات حول هذه الأمور تأخذ وقتا طويلا وهذا ليس موضوعنا خاصة وأنني لا أسوق لأي دواء، لكن الحقيقة المرة استفزتني، ما دفعني لتأمين كمية من الدواء بمساعدة خيّرين، وقمت بايداع هذه الكمية في أحد مستوصفات “جمعية الارز” الطبية في الكورة وطلبت توزيع الدواء على الناس الذين يملكون وصفة طبية حصرا”.
“هذه الخطوة أثارت الغضب في نفوس مافيات الدواء وبعض الأشخاص في وزارة الصحة، ما دفع بهم لارسال دورية للتفتيش الى المستوصف، أغضبهم من يوزع الدواء مجانا على الناس، لكن من يبيعه بأضعاف أضعاف سعره في السوق السوداء لم يحرك فيهم ساكنا”، وفق ما قال كرم، الذي اعتبر أن “الموقف كان مذلا، لكنه لن يمنعنا من اكمال ما بدأنا به”. كما أوضح كرم أن “الدواء يعطى للأشخاص الذين يحتاجونه من الحالات الأكثر صعوبة في البداية وصولا الى باقي الأشخاص، ولا يعطى لأي شخص يطلبه، حتى أنني لا أملك منه في أدراج منزلي، لأن الكمية يجب أن يستفيد منها من هو حقا بحاجة اليها”.
أما عن هدف هذه المبادرة الأساسي، فلفت كرم الى أن “هدفي الأساسي كان التخفيف من معاناة الناس، خصوصا في هذه الأحوال الصعبة التي يعيشها اللبنانيون”، متابعا: “الحملة استهدفت بداية أبناء الكورة، الا أن الناس بدأت بالتوافد الى المستوصف حتى من بيروت، ونحن لا نميز لا حزبا ولا منطقة أو دين أو انتماء، وهذا ما دفع بنا الى اعطاء الجرعات المتوفرة لمن يحتاجها من مختلف المناطق”.
وأردف كرم: “أكثر ما أفرحني في خطوتنا هو أنها حفزت أشخاصا آخرين للقيام بالمثل ودفعتهم للمبادرة أيضا ما سيساعد في تأمين الدواء المذكور لأكبر عدد من الناس”.
وفي ختام حديثه لموقع vdlnews، وجّه كرم رسالة الى كل شخص يحاول عرقلة هذه المبادرة وما يعادلها، من خلال الدوريات والمداهمات، وقال لهم: “كونوا ناساً!”.