ندي عبد الرزاق
“بيروت بدها قلب”، “بيروت تواجه”، “ما منساوم”، “لنرد الروح لبيروت”، “نحنا بدنا ونحنا فينا”، “صار بدا دولة مش دويلة”، “التيار القوي للبنان القوي”، “نحمي ونبني” “سوا ضددن” “كلن يعني كلن”
لبنان مزرعة شعارات انتخابية فارهة، واللعب على وتر الفقر والجوع لم يعد المدخل لاستغلال أصوات الناخبين ولافتات انتخابية تحمل في ظاهرها وباطنها نكايات حزب ضد آخر شيء مقزز في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون على اختلاف طوائفهم وتوجهاتهم.
الأحزاب تتزاحم
لبنان حزين لأنه مليء بالقذرين من رجال السياسة والمال، لبنان حزين لأنه عرف تماسيحا لا يعون من السلطة سوى الجلد والسرقة والحياة الفاخرة على حساب الفقراء واللبنانيين، لبنان حزين لأنه توحد في اعياده المجيدة ليعانق رمضان الفصح المجيد ولكن بنغصة، فالناس تشتكي جوعا وفقرا وحرمانا في حين ان الماكينات الانتخابية بدأت توزع الرشوات الانتخابية حتى ان بعض مناطق بيروت بدأت بدفع اجرة مندوبين لاحد المرشحين للانتخابات النيابية والتي بلغت 500 دولارا للمندوب الواحد وتسألون اين اموالكم؟ هذه هي اموالكم يترشحون بها وينفقونها على سياراتهم وطعامهم الفاخرين وأنتم يا شعب لبنان العظيم تصدقون انهم قد يتغيرون!
وآآآآلبناناه
لبنان يعيش على شعارات مستهلكة ومبتذلة وأخرى مستحدثة اكثر ابتذالا، تكشف طبيعة الانقسام في الوطن لبنان الماطر بالشعارات المضيئة والمفذلكة وأبناؤه بلا كهرباء ومحروقات، بلا خبز وبلا ادوية وبلا بنج وبلا غاز وانتم ما زلتم تتبعون اذناب الوطن
في ظل احتدام شعارات انتخابية تروج بالدعاية الانتخابية إلى حدود غريبة أحياناً، فيصبح المرشحون أبطالاً بطبيعة الحال هذه هي البروباغاندا الانتخابية، فأصحاب “ما خلونا” او “المقاومة هي من حمت وستحمي لبنان” أصحابها باتوا مخلّصين، مقدسين، نظيفي الكف والجبهة، مع أنّ معظمهم من أهل السلطة التي راكمت ديوناً بعشرات مليارات الدولارات على الدولة، ومن أهل السلطة نفسها التي يتغلغل الفساد في وزاراتها وإداراتها ومؤسساتها، ما يجعل لبنان في أسفل قوائم الشفافية العالمية لا بل هم نفسهم من جعلونا نتجرع كأس المر والحر والبرد، هم نفسهم من اطلقوا شعارات لم يكونوا بحجم هذه الشعارات الورقية، هم نفسهم “بدنا” “وما خلونا” هم نفسهم من يحاولون زج لبنان بحروب روسيا واليمن والعراق وسوريا ويقولون انهم حماة لبنان هؤلاء هم نفسهم من حملوا سلاحهم ضد الجار والصديق وأبناء الوطن عندما استخدموه في 7 أيار واحداث خلدة والطيونة وعين الرمانة، وما زلتم تثقون بهم!
اجمل ما في الشعارات الانتخابية تلك التي تتناول البناء والاعمار
شيء مضحك من القلب فعلاً عندما يتحدثون عن الاقتصاد في حملاتهم الانتخابية وشعاراتهم التي تبقى شعارا على الحائط كما تبقى حبرا على ورق، بحيث يبرز كثير من الشعارات التي تعيد الامل للبنانيين كبناء الدولة ونزع السلاح وإصلاح الدوائر الرسمية وإيجاد فرص عمل للشباب لكيلا يهاجر وبناء المصانع وهلم جر، هؤلاء هم نفسهم اليوم كانوا بالاتفاق الذي اتى برئيس الجمهورية ميشال عون وهؤلاء نفسهم من انقلبوا على سعد الحريري الذي كان سببا في اخراج واحد من زنزانته والأخر بعودته من المنفى هذا هو الاعتدال ان كنتم لا تدرون!! الا ان اللافت بعض أصحاب هذه الشعارات هم من الهيئات الاقتصادية التي تقف دائماً في وجه أيّ تصحيح للأجور بحيث ان النمو وإيجاد فرص العمل اللذين تتحدث عنهما تابعان لمنظومة السخرة التي لا تمنح العمال ما يؤمن معيشتهم الكريمة. لكنّ الوعود الخيالية في القضايا الاجتماعية خصوصاً كثيرة، منها ما يقدمه أحد مرشحي بيروت دفعة واحدة في شعاره وهو صاحب الباع الكبير في تهريب ومتاجرة بالسلاح بحيث أصبح هو نفسه ضد السلاح وأصبح بإمكانه توفير مادة المازوت لإضاءة شوارع العاصمة والأخر يوزع الخبز في منطقة المتن وقس على ذلك.
مقاومة تستغل دم من سقطوا فداء لغير اوطانهم
الحملات الانتخابية التي تستغل دماء من تستخدمهم في مشروعها الإيراني من خلال استخدام كلمة “الشهداء للعب على وتر الاندفاع الذي ليس بمكانه ولا من واجبه لا بل أكثر من ذلك يتوجب أن تشهد دماؤهم على أصوات الناخبين وتطلب منهم الطاعة من خلال “الولاء بالدم” او التكليف الشرعي، ف “حزب الله” يتوجه الى مقاتليه الذين سقطوا في الحروب خارج اسوار الوطن، وتذكّرهم بالشعارات المؤيدة له بهذه التضحيات من خلال رسالة تبدأ ب: “أخي العزيز… اترك المصلحة الخاصة جانباً واقترع لمن حمى الأرض والعرض. هذه ليست شهادة بل جنازة ليست الا وتبقى شعاراتكم الواهية فارغة والشعار الذي يركب عليكم هو “كلكن يعني كلكن”
الثورة انثى. والانثى تكون صامدة قوية
اما ثوار 17 تشرين والقيمين على هذه الثورة فالمضحك المبكي هو انهم لم يحترموا اوجاع الناس لا بل أكثر في اول عائق انقلبوا وتقاتلوا وتقاذفوا الاتهامات فيما بينهم فكيف يا أصحاب شعارات “ثورة ثورة ثورة” “وكلن يعني كلن” ان يثق بكم الشعب وأنتم تخاذلتم على أنفسكم
وكما يقال “إذا كان الكذب حجة فالصدق بينجي” كونوا صادقين مع أنفسكم
فأطفالنا باتوا يعون في السياسة أكثر من السياسيين أنفسهم واموال السفارات تقاسموها ولكن بعيدا عن مصطلحات ثورجية ووطنية.