صادق الجيش الإسرائيلي، خلال آخر 24 ساعة على خطط عملياتيّة إضافيّة، في ما يتعلّق بالأيام القليلة المقبلة، بمواجهة حزب الله اللبنانيّ، الذي تمّ اتخاذ قرار في إسرائيل، برفع مستوى التصعيد ضدّه تدريجيا، دون الدخول في حرب شاملة، حذّرت واشنطن في رسائل بعثت بها إلى تل أبيب، من الوصول إليها. وأفاد تقرير لهيئة البث الإسرائيلية “كان 11″، مساء الأحد، بأن المصادقة على الخطط العمليّاتية، تأتي “بهدف الاستمرار لتقويض القدرات العملياتية لحزب الله”، غير أن التقرير لفت إلى أنها خطط عادية تم إعدادها مسبقا. وأشارت هيئة البثّ الإسرائيلية إلى أن “القصد هو توسيع إطلاق النار، وبدء عمليات هجومية، بغض النظر عن عمل حزب الله”. ووصفت الهجمات بأنها قد تكون “استباقية وواسعة النطاق”
ولفت التقرير إلى إدراك الجيش الإسرائيلي أن “هذا يمكن أن يؤدي إلى التصعيد، لكنه يدرك أن هذه هي الطريقة الوحيدة لوضع المنظمة في مأزق وربما (يدفعها إلى) وقف إطلاق النار”. وبينما زعم التقرير أن استهدافات الجيش الإسرائيلي، تركّز “حصراً على حزب الله” في لبنان، نقل عن مسؤول أمنيّ، أن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة” في إشارة إلى أن دائرة الاستهداف الإسرائيلية قد تطاول كذلك أهداف أخرى، كأصول للدولة أو الجيش اللبنانييْن. وذكرت القناة الإسرائيلية 12، أنه تمّ اتخاذ قرار في إسرائيل، برفع المستوى تدريجيّ ضد حزب الله دون الدخول في حرب شاملة، لافتة في تقرير إلى أن “نقاشات مكثفة تجري على المستويين السياسيّ والأمنيّ، بشأن استمرار المعركة ضد حزب الله”.
إجماع واسع على التصعيد
وأفاد التقرير بأن القرار، الذي تم التوصل إليه بالاتفاق بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيليّ هرتسي هليفي، “يهدف إلى رفع مستوى النشاط تدريجياً، دون الدخول مباشرةً في حرب شاملة”. وبينما ذكر التقرير أن “أصواتا مختلفة تُسمع في غرف النقاش، وتدور لعبة شدّ الحبل بين مختلف الأطراف”، أكّد أن هناك “إجماعا واسعا على الاستعداد لمخاطر متزايدة في لبنان، حتى لو كان ذلك يعني الانزلاق إلى الحرب (الشاملة)”. وفي ما يتعلّق في ما إذا كان التوصّل إلى اتفاق وحل دبلوماسيّ من شأنه أن ينهي التصعيد الحالي إزاء حزب الله، نقل التقرير عن مسؤول وصفه برفيع المستوى دون أن يسمّه القول، إن “القطار يسير بكل قوته على الطريق العسكريّ”.
وشدّد المصدر ذاته على أنه “في الوقت الحاليّ، لا توجد إمكانية للتوقّف والتوصل إلى تسوية مع حزب الله”. وذكر تقرير القناة 12 أن المناقشات بشأن المواجهات مع حزب الله، والعدوان الإسرائيلي في لبنان، قد شهدت “آراء تدعو إلى اتخاذ إجراءات واسعة النطاق، وهناك أصوات تؤيد العمل (الاجتياح) البريّ، إلى جانب الضربات الجوية في منطقة الضاحية في بيروت”. كما دعا مشاركون في هذه المناقشات إلى “اتخاذ إجراءات قوية أيضًا ضد الدولة اللبنانية نفسها”.
ولفت التقرير إلى أن “اتفاق نتنياهو وغالانت وهليفي على العمل المرحليّ، ينبع من عدد من الاعتبارات المعقدة، رغم الدعوات إلى التحرك الفوري والواسع النطاق”، و”من بين هذه الاعتبارات العملياتية، قدرات الجيش واستعداده، فضلا عن الحاجة إلى الحصول على الشرعية الدولية لعملية أوسع نطاقا”.
واشنطن تحذّر من الحرب
وفي سياق ذي صلة، وجّهت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، رسالة إلى إسرائيل في ظلّ التصعيد إزاء حزب الله، وحذّرت فيها “من الوصول إلى الخطوة الأخيرة في حجم ردود الفعل”. وبحسب تقرير لـ”كان 11″، فقد قال مسؤولون في الإدارة الأميركية لنظرائهم الإسرائيليين: “حتى عندما يكون لديكم رد فعل، اتركوا المجال للحل السياسي”.
وأوردت القناة الإسرائيلية 12، أن التقديرات في إسرائيل، تشير إلى أن يوسّع حزب الله دائرة استهدافاته لمناطق إضافية في البلاد. وذكرت أن القرار في إسرائيل هو “التصعيد التدريجيّ”، دون أن يصل ذلك إلى حرب شاملة مع حزب الله. ولفت تقرير القناة إلى أن “واشنطن نقلت رسائل لإسرائيل بدعم عملياتها ضد حزب الله، ولكن حذّرتها من الانجرار إلى حرب”.
خطة لهجوم بري
ذكرت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، اليوم الاثنين، أن “إسرائيل تخطط لشن هجوم بري في لبنان، وإقامة منطقة عازلة، لإبعاد عناصر حزب الله عن الحدود”. ونقلت المجلة عن مصادر عسكرية لم تسمها، قولها أن “الخطة الإسرائيلية تتضمن احتلال منطقة بعمق بضعة أميال من الأراضي شمال الحدود، وتحويلها إلى منطقة عازلة”. وأكدت المصادر أن “خطط الاجتياح البري جاهزة، لكن إسرائيل لا تملك القوات اللازمة لشن هذا الهجوم حالياً”. وأشارت المصادر إلى “مطالبات داخل دوائر صنع القرار الإسرائيلية بتوجيه ضربات أقوى لحزب الله، في ظل “الفوضى التي يعيشها” بعد الاغتيالات وتفجيرات أجهزة الاتصال”، بينما يطالب آخرون على رأسهم وزير الدفاع يوآف غالانت “بالتأني، ويتوقعون أن يتراجع الحزب عن مهاجمة الأراضي الإسرائيلية”.