لم تهدأ أمس المواجهات على الحدود الجنوبية، لكنها تراجعت مقارنة بليل الأربعاء حيث جعلت الغارات والقصف الصاروخي الوضع على شفير الحرب المفتوحة. وبدا التأرجح في مستوى التصعيد صدى لسياسة إسرائيلية كشف عنها أمس الإعلام العبري، الذي أفصح عن «أنّ تل ابيب ما زالت تضع الأولوية لحرب غزة، فاذا ما تم التوصل الى صفقة أسرى، يتجه البحث عندئذ الى الاقتراح الأميركي حول الشمال (الحدود مع لبنان)، وهو اقتراح جيد مع ضمانات دولية لتطبيق القرار 1701. فاذا لم ينفّذ القرار ننقل الوحدات العسكرية الى الحدود الشمالية، وندخل حتى الليطاني لتنفيذ القرار بالقوة». وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول عسكري قوله: «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح».
وفي التطورات الميدانية أمس أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ووسائل إعلام، أنّ انفجارات دوّت في ريف دمشق الجنوبي جراء غارات إسرائيلية، وبالتحديد في قرية البحدلية. وحسب «المرصد»، فإنّ المنطقة المستهدفة في ريف دمشق يستخدمها «حزب الله». وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»: «شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد المباني السكنية في ريف دمشق. وأسفر العدوان عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية».
وتعدّ منطقة السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران ولـ»حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، ولها مقار فيها، وفق «المرصد».
وفي المقابل، أعلنت «المقاومة الإسلامية» الجناح العسكري لـ»حزب الله»، أنها «قصفت مستعمرتي «غورن» و»شلومي» بصواريخ البركان والكاتيوشا» في شمال إسرائيل.
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في شكل مفاجئ إنه تم الانتهاء أمس من مناورة لتحسين استعداد الجيش الإسرائيلي للقتال في الساحة الشمالية».
ومن تداعيات التصعيد على الحدود الجنوبية أول من أمس، إعلان المتحدث باسم البيت الأبيض أنّ عودة الهدوء يجب أن تكون «أهم أولوية» لكل من إسرائيل ولبنان. وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: «استعادة الهدوء على طول هذه الحدود أمر في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس بايدن وللإدارة، ونعتقد أن ذلك يجب أن يكون أيضاً الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل».
من ناحيتها، قالت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني: «إنّ السلام لا يبنى بالكلام، بل بالردع»، وذلك خلال زيارتها القوة الإيطالية في «اليونيفيل» في الجنوب لشكر جنودها على خدمتهم قبل عيد الفصح. وخاطبتهم قائلة: «السلام لا يبنى بالمشاعر والكلمات الطيبة، فالسلام هو، قبل كل شيء، الردع والالتزام والتضحية». وأوضحت أنّ «هذه أيام صعبة للشرق الأوسط وأوروبا والعالم».
بدورها قالت «اليونيفيل» في بيان أصدرته أمس إنها «تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر «الخط الأزرق» في الوقت الحالي»، مشدّدة على ضرورة «أن يتوقف هذا التصعيد فوراً». وحضّت «جميع الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل على حل سياسي وديبلوماسي مستدام».