يبدو أن لبنان الغارق بأزماته حتى الاختناق، وسط تدهور حاد بقيمة الليرة وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع، بدأ ينحو أكثر فأكثر إلى حل مسألة النازحين السوريين.
فبعد تصريحات سابقة لمسؤولين في الحكومة حول ملف اللاجئين وضرورة عودتهم الآمنة إلى سوريا، أصدر بطريرك الموارنة في البلاد ، بشارة الراعي، أول تصريح من نوعه يصدر عن مرجع ديني.
فقد حذر الراعي النازحين السوريين من “حرب ثانية” إذا بقوا في لبنان.
تفرضون على أنفسكم حرباً
كما اعتبر في تصريحات مساء أمس الأحد أن بقاءهم في البلاد سيفرض عليهم “حرباً ثانية”، في إشارة إلى الأزمة المعيشية والاقتصادية ربما، فضلا عن تنامي موجة عداء ضدهم من قبل بعض اللبنانيين.
وقال مخاطباً اللاجئين “فرضت عليكم الحرب الأولى، وإن لم تعودوا إلى منازلكم فأنتم تفرضون على أنفسكم الحرب الثانية”.
“إلى ذلك، شدد على ضرورة رحيلهم، قائلا “لا يمكنكم البقاء على حساب لبنان”.
تدهور الأوضاع الاقتصادية
تأتي تلك التصريحات في وقت تتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد، مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر في البلاد، وسعي آلاف المواطنين للهجرة إلى الخارج بحثاً عن عمل.
كما تتناغم مع موقف رسمي موحد من هذا الملف لجهة ضرورة إعادة اللاجئين، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، وعدم القدرة على تلبية الخدمات العامة من قبل المؤسسات الرسمية والبلديات والضغط على القوى الأمنية وبروز ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
يذكر أنه منذ بداية الحرب السورية، يستضيف لبنان أكثر من مليون نازح سوري مُسجّل منهم حوالي 888 ألفاً فقط لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وفيما يتوزّع العدد الأكبر فيهم على محافظة البقاع (حوالي 39 بالمئة) تليها محافظة الشمال، بيروت والجنوب، يواجه بعضهم تصرفات عدائية أو “عنصرية” من قبل بعض اللبنانيين.