خاص – نضال العضايلة
غلب على حركات الإسلام السياسي على مدى عشرات السنين سؤال الهوية الذي انعكس في القضايا ذات الأولوية لديها، مثل: إسلامية الدولة وحاكمية الإسلام وتطبيق الشريعة، وعلى أسماء الأحزاب الإسلامية، مثل: جبهة العمل الإسلامي في الأردن.
يقول أحد وزراء الداخلية السابقين: لا نستطيع أن ندخل في عقول قادة الحركة الإسلامية وجلساتهم المغلقة، ولكن كثيرا ما كان يطالب به الإسلاميون والحراك الشعبي جرى تنفيذه، حيث طالبوا بالمحكمة الدستورية وتعديلات دستورية وانتخابات نزيهة ولجنة مستقلة للانتخابات وقانون أحزاب، وبالنسبة لقانون الانتخابات النيابية التي تطالب الحركة الإسلامية به نقول لهم تعالوا وغيروه في مجلس النواب ليس في الشارع.
ويضيف حسين هزاع المجالي: شروط اللعبة واضحة والحوار في القاعات وليس في الساحات، فحوار الساحات مضيعة للوقت، وحوار القاعات هو الأجدى والأفضل والأنفع، ولكن حرية التعبير عن الرأي مصونة في الدستور، وواجب الدولة أن توفر الحماية لمن يقوم بالتعبير عن رأيه السياسي.
من هنا، ومن بوابة أوسع كان الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الحزب الأقوى على الساحة السياسية الأردنية يقف ليضع مناصريه امام العديد من الحقائق.
يقول الأمين للحزب المهندس مراد العضايلة، إن على صاحب القرار الأردني جمع الحالة الوطنية والعمل على إعادة الثقة الشعبية بمؤسسات الدولة عبر عملية سياسية تقوم على الشراكة الوطنية بعيدا عن نهج الإقصاء، وتهميش الإرادة الشعبية.
وأوضح العضايلة في حديث “للبنان بالمباشر” بأن الحركة الإسلامية كانت على الدوام عامل استقرار وبناء وطني وأن ما يجري من محاولات إقصاء الحركة وغيرها من القوى الوطنية لا يساهم في الاستقرار الوطني ويزيد من الأزمات في ظل لحظة تاريخية تتطلب التماسك الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية، ما يتطلب نهجا لتصفير الأزمات والخلافات والوحدة في مواجهة التحديات.
وشدد العضايلة بأن الإقصاء الرسمي لا يُنجح الدول فكيف إذا كان لأكبر قوة سياسية في المملكة وهي الحركة الإسلامية، مضيفا في الوقت ذاته “نحن نحتاج إلى خطة لتصفير كل الأزمات في داخلنا ككيان ومجتمع ودولة قبل أن نتحرك إلى العالم”.
وبين بأن شهر رمضان ليس مجرد شهر عبادة وصيام ولكن هو شهر جهاد وانتصارات وشهر التحولات الكبيرة التي تؤثر في مسار الأمة بل العالم، في شهر رضمان كانت غزوة بدر الكبرى وبعد بضع سنوات فتح مكة المكة.
وأضاف بأن “اليوم في رمضان هذا تشرأب أعناق الأمة إلى غرب النهر إلى حيث فلسطين حيث تنتظر الأمة معركة تاريخية، ولذلك تتعجل القيادة الصهيونية بلقاءات من أجل التهدئة بل تستجدي التهدئة من الشعب الفلسطيني الأعزل”.
وتابع العضايلة قائلا: “اليوم هذا التطلع ليس مجرج انتظار نبوءة ولكنه نبأ، وما يجري في الداخل على كل الأرض الفلسطينية لا يبنئ إلا بأن رمضان هذا سيكون شهر التحولات الكبرى، لأن زوال الكيان الصهيوني يعني زوال الهيمنة الغربية على المنطقة”.
وأشار إلى أننا “مقبلون على تحولات يجب أن يدركها الجميع، متسائلا “ماذا يعني أن نستمر في التنسيق مع الكيان الصهيوني بل الأخطر تصدر علينا تصريحات لسفير دولة كبرى يتحدث عن تحالفات مع الدولة العميقة، فأي سيادة للدولة”.
وقال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي إنه “عندما بدأ مشروع تحديث المنظومة السياسية تفاءل الناس خيرا ولكن مخرج الدولة العميقة كان يقصد إعادتنا إلى مشهد عام 2007 في التدخلات في الانتخابات، ماذا يعني هذا وما الرسالة التي تبعثه لهذا الوطن”.
وتابع يقول “ما المعنى أن يتم اعتقال الأحرار على النية واعتقال النساء وما الرسالة التي تريدونها، أرجو أن يقرأ صانع القرار ما يجري في الإقليم من تحولات، محذرا بأن المواطن قد يصل إلى مرحلة لا يطيق فيها الحالة الاقتصادية والمعيشية”.
وتساءل “ألا يقرأ صاحب القرار أن الدولة الأردنية قامت على الاحتواء لا الإقصاء”، معتبرا بأن التهميش يزيد من حالة عدم التماسك في الدولة، في لحظة تاريخية تحتاج منا إلى التماسك والوحدة، فالأردني لا يمكن أن يقبل أن يكون مهمشا بهذه الطريقة وخارج قرار بلده، هذا البلد عظيم ودوره عظيم ونحن قبل أيام كنا نتنسم معركة الكرامة”.